Search Engine Submission - AddMe

الأربعاء، 3 ديسمبر 2014

خالد البلشي يكتب بعد براءة مبارك: إني أرى نهايتهم.. ملامح خطة العودة للميدان

خالد-البلشي 

1 – حديث المراقد
أرى مراقدهم في لحود فسادهم واستبدادهم وماضيهم الذي يعيدون انتاجه من جديد .. أرى نهايتهم مثلما رأى (قاضي مبارك) مرقده في لحده قبل أن يعلن براءة المخلوع الفاسد، ووزير داخليته السفاح حبيب العادلي.. اختار القاضي موقع لحده ومرقده.. ويبقى أن تختار الثورة إما الاستسلام لمرقد حفروه لها.. أو حفر قبور من أرادوا يوما دفنها ( ساعتها ربما لانحتاج لقضائهم ولا قضاتهم.. وربما لن نحتاج من يتحسسون مواقع مراقدهم قبل تبرئة من أصدر ملايين المصريين أحكامهم بإدانتهم .. ومن تجاهلوا يوما أولم ترى عقيدتهم ولا يقينهم، الأدلة التي اتلفت، ولا تسجيلات المتحف المصري التي محيت، ولا قضية موقعة الجمل التي قتلتها إجراءاتهم ، ولا شهادة 20 مليون مصري خرجوا للشوارع يوم 11 فبراير 2011 ضد فساد مبارك ونظامه وقتله وتقتيله في المواطنين.. تجاهلو كل ذلك ثم طبقوا عليه قوانينهم بحذافير المنتصر رغم إدراكهم التام أن القتلة هم من جمعوا الأدلة ورتبوها)..
2- عقيدة جديدة
التفاصيل كثيرة لكن يبدو أن عقيدة البعض تشكلت.. لتكمل لمن بقي منا محاولا صياغة ثورة مهذبة على طريقتهم – تحاكم جلاديها بقوانينهم- وعيا جديدا يدرك أن الحقوق في ثورات الشعوب لا تؤخذ في المحاكم .. وأن محاكم نظام قاتل وقوانينه لن تسجن إلا زهرة شبابنا.. ولن تقتل إلا الأمل في العدل داخل عموم الناس.
ربما يكون حكم تبرئة مبارك ورموز حكمه من قتل شهداء الثورة، خطوة البداية في دورة صعود جديدة للثورة المصرية التي خرجت بعد 4 سنوات بتعادل مع قوى الثورة المضادة، فوزين مقابل هزيمتين، وبقيت الجولة الحاسمة التي يجب ان تتخطى حدود الأحلام لقراءة الواقع وامتلاك أدوات تغييره كاملا، بل وإدراك المخاطر التي تتهدد الجميع.. تحمينا في خطواتنا القادمة تجربة محاولة هزيمة ثورة احتمت بقوانين من خرجت لخلعهم فكتبوا ملامح خسارة بعض جولاتها.. لكنها لازالت قادرة على استكمال مسيرتها بشرط أن تفرض وعيا جديدا وإدراكا جديدا وقدرة على انتزاع الحقوق ورسم ملامح البديل القادم وقوانينه.
استكمال جولتنا القادمة والتي بدأت منذ قرر نظام (السيسي – مبارك) إعادة انتاج ماضيه، يجب أن تكون مشفوعة بقراءة للواقع، وليس مبنية على مجرد حلم ثائرين بتغيير الواقع. فالاحلام ربما تسقط ديكتاتورا مرحليا (فعلناها مرتين) لكنها لا تحمي ثورة من السرقة .. إن قراءة واعية للواقع ستدرك أننا أمام نظام أسس لفشله القادم، بمحاولة استعادة ماض خرج الشعب عليه، فلم يجد ما يقدمه إلا امتصاص الغضب دون محاولة تجاوز أسبابه أو التعامل مع مكامنه..
واستكمال القراءة مشفوعة بتجربة الماضي، يؤكد ضرورة أن نصيغ ملامح بديل، ونرسم مسارات بناء مستقبل، لا نسمح فيه بأي محاولة لاحتواء حركتنا.. فالصدام القادم سيكون مع قلب النظام ومحاولة الامتصاص الثالثة بخلع الرأس مرة أخرى ربما تكون مقدمة لقمع أوسع وانهيار أكبر.
****
3- ثوار وعسكر
في كتابه “مصر مجتمع عسكري” الصادر عام ١٩٦٨؛ قدم دكتور أنور عبد الملك رؤية – فاتها الكثير- لما جرى عقب حركة الجيش في يوليو ١٩٥٢، وما تلاها من تأسيس لنظام بملامح ثورية، وهي رؤية وإن تجاوزت واقع من خرجوا وقتها.. إلا إن إعادة قراءتها ربما تساعد البعض في إدراك ما يحدث الآن، وإدراك أن التغيير المنشود في مصر لن يأتي على ظهر دبابة، أو بايدي جنرال مهما كان ما يحمله من أحلام بوطن مختلف على طريقة جمال عبد الناصر.. فما بالكم لو كان من يعلق البعض الآمال عليه حاليا هو تعبير عن مصالح نظام سابق كل همه استعادته.. وكل اختياراته منذ اللحظة الأولى، ترسم ملامح فاشية جديدة، لا تعرف حرية، وترى العدل في ترسيخ ما فات، وتكريس ملامحه بإصلاحات شكلية لا تملك حتى امكانيات تقديمها .
رسم أنور عبد الملك في تحليله للوضع وقتها جانب من ملامح ما يحدث في مصر الآن، مشيرا إلى أنها كانت على شفا إنهيار اجتماعي واسع بعد الحرب العالمية الثانية، وأن النظام القديم لم يكن قادرًا على استيعاب حدة الصراع الاجتماعي ولا على حل قضية الاستقلال الوطني عن بريطانيا؛ مما هدد باندلاع ثورة اجتماعية معادية للاستعمار والنظام القديم معًا، ومن هنا تدخل الجيش ـ باعتباره كيانًا محافظًا يهدف إلى الحفاظ على التماسك الاجتماعي والأمن العام ـ وقام بعزل الملك وحل الأحزاب وإجلاء الإنجليز، ثم عمد إلى تبني بعض أهم المطالب الاجتماعية الخاصة بالعمال وبالإصلاح الزراعي وإعادة توزيع الأراضي وتمصير الشركات.. حدث ذلك في مقابل تأميم المجال العام وسحق اليمين واليسار والاسلاميين على حدٍ سواء، وبذا أتم الجيش ما عجز كل من الملك والوفد عن تحقيقه؛ وهو توسيع التحالف الاجتماعي المستفيد من سياسات الدولة ومؤسساتها.
واعتبر دكتور أنور عبد الملك في كتابه أن تبني كيانًا محافظًا كالجيش إصلاحات وصفها “بالثورية” كان هدفه الحفاظ على علاقات السلطة كما هي والحيلولة دون انهيارها.
4- عسكر .. عسكر
تحليل عبد الملك وإن بدا في مجمله توصيفا لما حدث، لكنه تجاوز الكثير من النقاط التي يمكن لنا البناء عليها، فقد تجاهل عبد الملك أن من تحرك ومن أنجز الأهداف التي وصفها بالثورية لم يكن الجيش بقيادته العليا، لكن مجموعة من الضباط الصغار الغاضبين الحانقين، والقريبين بحكم رؤيتهم وانحيازاتهم الاجتماعية للقطاع الأوسع من الشعب فجاءت خطواتهم محاولة لتحقيق أحلام هذه القطاعات ، دون أن تمكنهم خلفيتهم العسكرية من تجاوز رؤى الجيش المحافظة لعلاقات السلطة، فصنعوا هذا المزيج الذي خلط بين مفاهيم الانقلابات والرؤى الثورية.. وربما لم يدرك دكتور أنور عبد الملك – كما أدركنا نحن بحكم تجربتنا الممتدة لأربع سنوات – المعنى الحقيقي بل ومدى خطورة أن يتحرك الجيش بقيادته التي انغمست في فساد النظام ومحسوبيته وعلاقاته الاستبدادية لاحتواء الغضب، دون قدرة على حتى رؤية حقيقة المطالب الثورية.. وبرؤية شائهة وفاسدة – كرسها انعزال التورط في تفاصيل نظام فاسد – ترى أن الحفاظ على التماسك الاجتماعي والأمن العام يأتي عبر تكريس المزيد من القهر وسلطوية الدولة وحمايتها بشعارات فاشية لا تتجاوز حدود كلماتها.
أقرأ أيضاً:

خالد البلشي يكتب: قراءة في حوار السيسي .. أنا الديكتاتور المنتظر

ربما أزمة أو حل ما جرى خلال الفترة من 2011 وحتى 2013 وما بعدها، وبالتحديد منذ دعا سامي عنان رئيس أركان مبارك قائده ووزير دفاع المخلوع حسين طنطاوي لتنفيذ انقلاب ناعم في محاولة لاحتواء حركة الشارع.. هي أن من تقدم المشهد كان القيادة العليا للجيش المتورطة في مصالح السلطة وعلاقاتها الفاسدة بالكامل ( اقتصاديا وسياسيا) والمنفصلة اجتماعيا عن أحوال غالبية من خرجوا للمطالبة بالتغيير.. ولذلك فإنها بتركيبتها وتورطها في مصالح الطبقة الحاكمة الفاسدة تحركت للحفاظ على الدولة القديمة كما هي بل وضمان مصالحها بالكامل.. وساهمت الأزمة الاقتصادية في الحفاظ على هذه الأوضاع حيث يحتمي شركاء الأمس ببعضهم البعض، في مقابل جماهير تطلب عدلا هم غير قادرين على تحقيقه،
وربما لا يمتلكون إمكانيات تحقيقه في ظل تمسكهم بنفس المصالح القديمة وشعاراتها، فتقديم حلول للشارع يعني انهيار المنظومة التي خرجوا لحمايتها.. وهم خرجوا للمحافظة على مصالح أصغر طرف فيها بل وحمايته ايضا من حلم شاب صغير ولو بمساحة على قدر قدمه من العدل والحرية.. وهو ما بدا في كل تفاصيل الأعوام الأربعة الماضية وترسخ خلال العام الأخير فلم نر فاسدا ولو صغيرا يحاسب.. فتركة الفساد مشتركة والجميع متورطون لذقونهم فيها .. ولم نر قاتلا مهما تضاءل حجمه يتم القصاص منه خشية أن تمتد المشنقة لأعناقهم جميعا.
وهنا يتجلى الفارق واضحا بين خروج شباب ضباط يوليو بقيادة جمال عبد الناصر الذين حاولوا صياغة حلم ثوري هزموه هم قبل ان ينهزم بقهر واستبداد فرضوه على الجميع .. وخروج رأس الجيش بقيادة (طنطاوي – عنان – السيسي) للحفاظ على نظام مبارك واحتواء الغضب الشعبي.. وبالتالي فمحاولة الاحتواء في الحالتين (2011 – 2013 ) لم تحل الاشكالية الاجتماعية بل حافظت عليها وعلى مسببات الغضب، وربما يكون هنا أيضا مكمن الأمل.. فكل ما فعلته قيادات الجيش في محاولتي الاحتواء (2011 و2013 ) هو امتصاص موجات الغضب في المرتين لصالحها، دعمها في ذلك فشل النخبة السياسية في تقديم حلول .. وحداثة عمر قطاعات كبيرة من الثوار، وحداثة دخولهم للمجال السياسي مما حال بينهم وبين تقديم ملامح بديل قادم ومسارات للمستقبل يجوز البناء عليها.. لكن الجديد الآن أن التجربة ربما تكون أنضجت البعض منهم.
5- تكريس الغضب
وبالتالي فإن كل ما فعله تحرك قيادات الجيش في (2011 و2013) على السواء كان الانقلاب على حركة الجماهير، ووأد طموحاتها لدولة عدل وحرية ولو مؤقتا، لكن تكلس هذه القيادات ومحدودية قدرتها على المناورة، التي كرسها بعدها عن السياسة والتورط في جرائم النظام السابق وجرائم الأعوام الأربعة الأخيرة لم يمكنها من التعامل مع مسببات الغضب، بل زاد من تكريسها بإعادة خلق الدولة القديمة في صورة أشد قهرا وفسادا، وهو
ما يعني أننا في انتظار موجة ثالثة من الغضب ربما يكون الحكم الأخير على مبارك وأعوانه هو مقدمتها.. ولكن الخطر كل الخطر أن يبدأ الغاضبون الحركة دون أن نرسم سويا ملامح خطة للمستقبل.. خاصة وأن قوى الثورة المضادة بجناحيها الفاشيين لازالا هما المرشحين حتى الآن للسيطرة.. وربما نكون في المرة القادمة أمام تدخل اشد عنفا لأننا نتعامل مع القلب الصلب، لكن هذا لا يعني الصمت وانما يستوجب سرعة التعامل مع الواقع وبناء ملامح البديل وفي أقصر وقت، حتى لا يداهمنا الغضب مرة ثالثة دون ان نكون مستعدين له ببديلنا، أو حتى ملامحه ومسارات جريانه على الأقل.. فيتدخلون هم للمرة الثالثة عزلا واقصاء وسيطرة وحماية لمنظموتهم من الانهيار، بينما لا نرث إلا الحسرة وتراجع قدرتنا على المناورة من جديد..
الحقيقة أن حركتهم المرة القادمة للاحتواء ستكون أشد صعوبة وربما تصيب منظموتهم من الداخل بالعطب لكن رد فعلهم سيكون بحجم ما اصابهم.
علينا في الجولة القادمة ان نتمسك بأن خروجنا هو من أجل دولة للجميع إلا الظالمين والفسدة والطائفيين والمتحالفين معهم .. علينا ان ندرك ان حلم الثورة لن يتحقق دون استكمال مسارته وعلينا ان نعمل على تقليل الخسائر فلم يعد في نفوسنا مساحات جديدة للألم أو الفقد.. ولكن علينا أن ندرك أيضا أن أمامنا ثمنا لابد أن ندفعه.. وأن دفعه هذه المرة يجب ألا يذهب سدى وذلك باستعدادنا وبقدرتنا على اختيار حلفاء المستقبل.. وأن ننقي صفوفنا ممن سرقوا الحلم أو تواطؤا عليه يوما.. ولازالوا على الطرفين يصرون على بناء دولة أشد استبدادا وفاشية .
6- موجة جديدة
أؤكد أننا ربما نكون أمام موجة ثورية جديدة قريبة .. توقعتها عندما اختار النظام الحالي منذ لحظاته الأولى تدعيم التناقضات التي انتجت الثورة وليس تخفيفها.. وانحاز إلى إعادة انتاج ما فات بقوة بل وبسرعة مدعوما بشعارات الحرب ضد الإرهاب وبدعم شعبي واسع من المرهقين والمتعبين فرسخ لمزيد من القمع والانتهاكات، وطالت عصا نظامه كل من حاولوا يوما تغيير الوضع البائس الذي عشناه ورفل هو في نعمائه .. بينما لم يجد غير الفقراء ليحملهم ضريبة توجهاته واكتفى من الفاسدين الكبار بمحاولات الاستجداء ودعوات التبرع..
وقتها ظهر جليا أن اختيارته لابد ان ترتد عليه سريعا، وان اختيارته الأمنية ومن حملوا معه عبء إعادة بناء ما فات لابد أن يحصلوا على الثمن باستعادة قبضتهم وقمعهم التي انتجت الغضب السابق .. وهكذا فإن من خرجوا من أجل حريتهم لم يجدوا سوى قمعا جديدا.. ومن حلموا يوما بعدل ومحاسبة للفساد والفاسدين لم يجدوا إلا مزيدا من الفقر والقهر وحماية الفاسدين للمفسدين.. ومن طالبوا بأمن على حساب أحلامهم انتهت مطالباتهم بفشل وراء فشل وبعنف يسرق منهم يوميا حيوات جديدة سواء بيد إرهاب فشلوا في التصدي له أمنيا وسياسيا واجتماعيا.. أو بيد نظام حاول استعادة هيبته على حساب بعض من الحالمين ووجه رصاص بنادقه في الطريق الخطأ بقصد أو جهل أو محاولة لترسيخ سطوة مبنية على قمع ونهر دماء لم يتوقف.
أقرأ أيضاً:

خالد البلشي يكتب: مقال مستطرد عن الثورة المصرية.. ملامح الموجة الثالثة

7- خطة عمل
هكذا أصبحنا بقمعهم واستبدادهم وفشلهم وتحركاتهم الغبية على ابواب موجة جديدة ربما لن تطول مقدماتها.. لكننا – وأعيد التأكيد – لن نحسم جولتنا القادمة لصالحنا، إلا بقراءة واعية لواقعنا وامكانياتنا واختيار حلفائنا وتحديد مسارات واضحة لحركتنا وعدم استعجال النصر، وإذا كتب لنا يوما إدراكه فلا عودة دون انجاز مهمة اقتلاع النظام كاملا، دون انتظار لمحاكمات كتبت بقواعد ماض لا حل معه إلا محوه وتغيير كل قواعده..
علينا أن نشرع فورا لبناء تحالف لكل القوى الديمقراطية المؤمنة بالثورة، والحالمة بتحقيق أهدافها في الاحزاب، والحركات الثورية والاتحادات الطلابية، والنقابات العمالية المستقلة، ومنظمات المجتمع المدني التي يسعى النظام الحالي لتفكيكها وإضعافها.. وأن يعلن هذا التحالف فورا مقاطعته لكل أعمال السلطة الحالية ومحاولاتها لاستعادة دولتها القديمة، سواء من خلال انتخابات برلمانية ترسخ للنظام القديم عبر نظام انتخابي فصل لصالح الماضي وأباطرة فساده.. أو من خلال توسيع قاعدة القهر والفقر لتنال من الجميع.. وعليه أيضا إيصال رسالة للسلطة الحالية بأن محاربة الإرهاب لا تكون بتوسيع مساحات القمع، أو بحلول أمنية منفردة تفاقم الظاهرة، وتدعم الديكتاتورية وإنما بحلول شاملة اجتماعيا وسياسيا وبترسيخ قواعد الحرية بما يضمن إشراك المجتمع ودخوله كطرف في مواجهة الإرهاب وبناء مستقبله.
كما يجب على هذا التحالف أن يضع أجندة عمل قصيرة الأجل لانجازها خلال الشهور القادمة، يأتي على رأسها فضح ممارسات السلطة الحالية، وفضح زيف تحركاتها، وكشف الغطاء عنها داخليا وخارجيا، وإطلاق سراح المعتقلين، ووقف التعذيب والقتل الذي تمارسه السلطة بدم بارد ، وتحرير المجال العام بإلغاء قانون التظاهر، وتحرير المجتمع المدني والأحزاب بقوانين جديدة تتيح لها حرية الحركة.. وتخفيض الأعباء على الفئات المهمشة والفقيرة ورفع المعاناة عنها وانفاذ بنود الدستور الذي تم الاستفتاء عليه في مجال العدالة الاجتماعية، والبدء في إعادة محاسبة الفاسدين والقتلة عبر إجراءات عدالة انتقالية ناجزة تنتصر لأصحاب الحقوق.. وفتح جميع قضايا النظام السابق ومحاكمة رموزه ليس فقط على ما اقترفته أيديهم بحق الشهداء خلال السنوات الأربع الأخيرة، ولكن على ما اقترفوه من افقار وتعذيب وقتل للمواطنين خلال الثلاثين عاما السابقة للثورة..
8- في دايرة الرحلة
ربما تلزم الثورات لتكتمل عفية قوية ناضجة، ثورات مضادة لحسم رؤيتها واكمال اختياراتها والتخلي عن رومانسيتها.. وهم الآن في مرحلة صعود ثورتهم المضادة إلى حافة هاويتها أكملوا إعادة انتاج ماضيهم.. دون إدراك أن من خرجوا يوما لتغييره لازالوا على حواف ميادينهم ينتظرون إما عدل كامل وحرية على مقاس تضحياتهم أو إعادة انتاج ما فات بطريقتهم .. خاصة أن تحركاتهم الثورية ليست ببعيدة عليهم.
الرحلة الجديدة بدأت.. وعلى المسافر أن يتزود بزاد الثورة الواعية
بوابة يناير

عمرو خليفة يكتب:براءة مبارك و رقصة الأمل

عمرو خليفة

جاء يوم التاسع والعشرون من نوفمبر ملبد بغيوم ظلم؛ قرار قضائي بزوال كل الأحكام عن حسني مبارك. أحياناً تأتي الكوابيس و بها رتوش معطرة بالتفاؤل. هنا كانت المفاجأة، بعد فترة طويلة خالية من ثوار و نشطاء ٢٥ يناير فاض الكيل و زادت الأعداد في التحرير مرةً أخرى. كان الكل على علم بحجم المخاطرة في ظل الدولة البوليسية المهيمنة ، و لكن أخطأ النظام وتصور أن الشعب سيتغاضى عن العلقم وقد يكون هذا اليوم بمثابة خطوة صغيرة في الطريق إلى حياةٌ أكرم لمن يستحقوها. و بعد شهور أوعلى أسوأ الفروض، سنوات قليلة قد ننظر إلى هذا اليوم ك”إتحادية” السيسي.
منذ أن أمسك السيسي بلجام الجواد منذ شهور قليلة، تعاقبت القرارات الدكتاتورية ذات مضمون واحد؛ السيطرة التامة على زمام الأمور في مختلف أجواء الأمة. فقد جاء قبل قرار زوال الأحكام عن مبارك قرارات عدة، بدايةً من رفع الدعم عن سلع ضرورية ، مرورا بالحزام الأمني بسيناء الذي تضمن تهجير الآلاف من اخواتنا، ثم قانون التظاهر و قبضة حديدية في الإعلام، في الفن وخاصةً في السيطرة على المظاهرات فأظلمت السماء. لكن لا يتحرك نظام بدون أخطاء و لم يكن نظام السيسي معفي من هذا. فبصدور حكم القاضي الذي اعفي مبارك و نظامه من مسؤلية ثلاثون عاماً من الجرائم،فكانت الشعلة التي طل انتظارها .
في بداية المطاف كان بإمكانك فقط سماع أصوات التحرير الصاخبة و لكن بدون أي إشارة إلى عاصفة الغضب القادمة. كان ميدان التحرير خالي من المتظاهرين فقط أم شهيد ذات حنجرة مجلجلة و قلب ينبض بحزن قاتم يحرك غضب وشجاعة لا حدود لهما. وقفت هذه الأم المصرية تهتف ضد حكم العسكر، ضد مبارك، وأخيراً ضد السيسي. تصرخ وتقول: “مستنية الرصاصة، أنا أهه”. من الإحتمالات المرجحة إن مثل هذا المشهد البطولي أعطى قوة دفع لم تسبق لآلاف من المصريين الذين كان يغلي الدم بعروقهم و هم محتمون بمنازلهم. و توالت الساعات و توافد المتظاهرون على الميدان و كأن شيئاً لم يكن في الشهور الماضية.
عند غروب الشمس ارتفعت الأعداد إلى المئات و بعد قليل من الوقت إلتهم الشعب الميدان كعهده و اهتزت المدينة بصياح و هتاف المظلومين الوطنيين الغاضبين. زادت الشجاعة و لكن لأننا في عصر رجل لا يقبل إلا سماع صوت من إثنين؛ صوته أو صوت الرصاص ، زادت أعداد القوات الخاصة، البلطجية، الأمن المركزي، العصيان الخشبية، الخرطوش، الغاز و العربات المدرعة. فهذا واقع هذه البلاد و لم يكترث المتظاهرون و جاء الهجوم، بحجة التعامل مع “الجماعة الإرهابية”، و أردى قتيلين انضموا إلى من سبقوهم إلى جنة الشهيد و لكن مع المقاومة الباسلة لم يحضر زائر الفجر بل جاء ملاك الأمل. قالت الأقلية؛ نحن هنا، نحن غاضبون، قالوا شهدائنا وقودنا.
وكأنها نغمة حزن موحدة وإنطلق أحمد خير، مذيع أون تي في، قائلاً: “يراد لنا هذا السؤال الأبله من القاتل وكأننا لم نعرفه و لم نره، لم نكن بجوار هؤلاء الذين خرجوا هاتفين من أجل حرية لم نرها وكرامة إنسانية تنتهك حتي الآن و لا عدالة إجتماعية من أموالنا التي يتصالح فيها الفسدا مع فسدا اخريين.” من رأى أحمد و هو يتكلم، بكل تأكيد، زلزال من بلاغة وشجاعة مفرداته أي إن كان معسكره السياسي. القناه التي يعمل بها أحمد تمتاز بتقنية مهنية حكومية أكثر من الحكومة ذات نفسها على نقيض نظيرها الثوري قبيل ٣٠ يونيه. مغامرة أحمد بقول الحق دون دبلوماسية أو تجميل يرمز إلى غضبٍ ملموس في حجرات و حيطان دون أذن من صحفي معروف بمصداقيته و مهنيته في عصر يكاد لا يعلم كيفية إستهجاء الكلمتين. أهمية أحمد تكمن في تعبيره عن صوت شباب ثورة يحاربهم النظام بضراوة لا يوازيها إلا حربه على الإسلام السياسي. فلا يوجد أي صدف في خندق الثورة المضادة، الأصوات التقدمية الثورية تكبل في الصحافة، التليفزيون و الإذاعة. في نهاية الأمر لم يكن موقف أحمد خير يمثل موقف شجاع إنسانياً بل سهماً مثل الصاروخ يضيء الطريق إلى مرحلةً حتمية يعبر فيها الصوت المطالب بالتغيير عن كل ما هو ظالم، مهين، ومعرقل لمحرك ثورة ٢٥.
وكعادتها لعبت المرأة المصرية دورها ببراعة في الإنشودة الثورية. جاءت المقدامة عايدة سعودي، مذيعة راديو هيتس، لكي تعبر بحرارة، صدق و حكمة تفوق سنين عمرها الزمني. “الإحساس بالقهر و الإحساس بالجبن بسبب الحكم هو … عادي … أنا كمذيعة في إعلام الدولة … اني من حقي أحس بالألم و الوجع … حقي أحس بالحزن … من حقي أحس بالقهر من الناس ألي بتحتفل بالبراءة … بس من حقي أحس اني متضايقة انهم فرحانين في موت صحابنا و اخواتنا.” لم تقول عايدة شيء يهتز الكون له، لم تعلن عايدة الحرب ضد نظام قهري، لم تصرخ عايدة قائلة: “الشعب يريد إعدام مبارك.” ولكن عبرت عايدة بعقلانية و إتزان و حكمة عن مشاعر مئات الألاف من المصريون، إن لم يكن الملايين منهم.
قد لا تكون هذه بداية موجة جديدة من الثورة، قد تكون لحظة غضب إستطاع أن يمتصها نظام يستخدم خريطة الماضي لكي يخمد أحلام المستقبل. و لكن الطفل المتفائل بعبق الثورة يعتقد إن هذه السحابة أتت حاملة مطر الغضب الذي سيغسل تراب الدكتاتورية.
بوابة يناير

عشرات الصحفيون على سلم نقابة الصحفيين: الشعب يريد اسقاط النظام

سس 1

 منة شرف الدين
بدء قبل قليل عشرات الصحفيين وقفتهم الاحتجاجية على سلم نقابة الصحفيين ضد حكم براءة مبارك و العادلي من تهمة قتل المتظاهرين و ردد المتظاهرين هتافات “الشعب يريد اسقاط النظام” و “على في سور السجن و علي بكرة الثورة تشيل ما تخلي”
هذا و قد حضر عضو مجلس نقابة الصحفيين خالد البلشى الوقفة التى جاءت بدورها بناء على دعوة دشنتها جبهة الدفاع عن الصحفيين و الحريات التي يعتبر البلشى احد اهم مؤسيسيها علاوة على مئات الصحفيين
بوابة يناير

شيخ الأزهر : إعلان الجهاد لا يجوز إلا من ولي الأمر .. والخلافة ليست من مسائل الأصول

شيخ-الأزهر

قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر إن الجهاد في الإسلام لم يتم تشريعه إلا للدفاع عن النفسِ والدينِ والوطَنِ، وأن إعلان الجهاد ومباشرته لا يجوز أن يتولاه أحد إلا ولي الأمرِ، ولا يجوز لأفراد أو جماعات أن تتولى هذا الأمر بمفردها مهما كانت الأحوال والظروف، وإلا كانت النتيجة دخول المجتمعِ في مضطرب الفوضى وهدرِ الدماء وهتك الأعراضِ واستحلال الأموال، وهو ما نعانيه اليوم من جراء هذا الفهم الخاطئِ المغلوط لهذه الأحكام الشرعية.
وأضاف في كلمته في افتتاح مؤتمر الأزهر الذي يعقد بعنوان «الأزهر في مواجهة الإرهاب والتطرف»
: الاعتداء على النفسِ الإنسانية أيا كانت ديانتها أو اعتقادها أمر يحرمه الإسلام ويرفضه، وكيف وقد انفَتح الإسلام على أبناء الأديانِ الأخرى، ولدرجة الاختلاط بالزواجِ والعيشِ المشترك في بيت واحد، وتحت سقف واحد،وفي هذا إقرار من الإسلام بالعيشِ الواحد والتداخل الأسري، نحن نقول بالمواطَنة الكاملة، والعيشِ الواحد في الأوطانِ.
ولفت الطيب إلي أن الاعتداء أو التهجير القَسري أو التمييز هي أمور تتنافَى وصحيح الدينِ، وإجماع المسلمين.
وأشار إلي الفهم الخاطئ لموضوع الخلافة، أو الإمامة عند المسلمين، قائلا إن “من المقرر عند علماء أصول الدين أن الإمامة من مسائل الفروع وليست من مسائل الأصول، في الدين عند أهل السنة والجماعة”.
وطالب الإمام الأكبر بوحدة الأمة العربية والإسلامية على غرار الاتحاد الأوروبي والاستفادة من عناصر التعاون الكثيرة بين دولها.
وكان الطيب افتتح صباح اليوم أعمال المؤتمر ومعه البابا تواضروس الثاني بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وذلك بمشاركة نحو 600 من علماء المسلمين من نحو 120 دولة ورؤساء الكنائس الشرقية، وممثلين عن بعض الطوائف الأخرى التي عانت من إجرام الجماعات الإرهابية، وبحضور مفتى الجمهورية الدكتور شوقى علام ورئيس ونواب جامعة الأزهر وقيادات الأزهر والأوقاف.
شارك في الجلسة الافتتاحية السيد عمرو موسى رئيس لجنة إعداد دستور 2014 وبعض المحافظين والأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور محى الدين عفيفي وسفراء بعض الدول الإسلامية والعربية بالقاهرة ورموز الإسلام والمسيحية في عدة دول وممثلون عن الفاتيكان.

بالصور|وصول خبراء مفرقعات لبحث زرع قنبلتين أسفل كوبرى الأزهر

M7

وصل قبل قليل خبراء المفرقعات لبحث وجود أجسام غريبة أسفل كوبرى الأولي يشتبه فى كونهما قنبلتين، الأولى فى مواجهة قسم شرطة الموسكى و الثانية فى مواجهة سنترال العتبة

الخميس، 20 نوفمبر 2014

غادة عبد الرازق



غادة عبد الرازق أما الفنانة غادة عبد الرازق فتعرضت هي الأخرى لهجوم عنيف عندما نشرت صورها بالمايوه خلال تواجدها في جزر المالدليف في عطلتها الأخيرة حيث انتقد كثر ارتدائها لباس البحر خاصة أنها اصبحت "جدة".

ريم البارودي

ريم البارودي وتعرضت الفنانة ريم البارودي قبل أيام قليلة لذات المشكلة بعدما نشرت صورتها بـ"الكاش مايوه" على شواطئ 

بيروت، فصارت الأكثر تداولاً عبر مواقع التواصل، حتى أن بعض المتابعين استحصل على الصور من حسابها الشخصي على "فايسبوك" الذي لم تعزز فيه الخصوصية تاركة لمتابعيها حرية الإطلاع على ما تنشر. ولم تعلق ريم على الإنتقادات التي طالتها عبر حسابها، بل فضلت التزام الصمت في وقت قام فيه اصدقاؤها بالدفاع عنها والتأكيد على حقها بارتداء ما تشاء من ملابس، مع الإشارة الى أن للبحر ملابسه. 

الأربعاء، 19 نوفمبر 2014

معيد بجامعة القاهرة يقاضى «جابر نصار» بعد قرار«الفصل التعسقى» ضده



جابر 

لم تكن أوضاع أساتذة الجامعات وأعضاء هيئة التدريس في جامعات مصر أفضل حالاً من طلابها من حيث قمع الحريات والممارسات التى تنوعت بين الإيقاف عن العمل والتحقيق الإداري والفصل التعسفى ، إذا ما تطرق نقاشهم إلى حوار حول ما يحدث فى الجامعة من تجاوزات فى حق الطلبة  وهيئة التدريس أو إبداء الرأي المخالف حتى لو على صفحات التواصل الاجتماعي الشخصية (الفيس بوك)، أو التضامن المعنوي مع الطلاب، وهو ما كان سبباً لإصدار جامعة القاهرة قراراً بفصل الأستاذ شريف شحاته المعيد بكلية الهندسة جامعة القاهرة عن العمل ، بعد مقتل الطالب محمد رضا داخل حرم كلية الهندسة جامعة القاهرة .
فيقول ” شريف شحاته فى تصريحات خاصة  لـ “بوابة يناير” : لأكثر من عام يتم التنكيل بي من ” جابر نصار ” رئيس الجامعة بسبب مواقفي السياسية  وبسبب موقفي من قضية مقتل محمد رضا لأني تضامنت مع مطالب الاحتجاجات التى استمرت فى الجامعة بعد مقتله ، فضلاً عن مشاركتى فى إضراب هيئة التدريس” .
و أضاف : جابر نصار فشل فى فصلي أول مرة ولكنة لجأ إلى حيلة لإصدار  قرار أخر بفصلى من خلال شكوى وهمية نسبها لشخص وهمي ، وبسبب يبان مش سياسي، لكن الحقيقة أن السبب سياسي ، وأن الشكوى كيدية .
وأكد ” شحاته ” على أن الجامعة لا تملك أي أدلة على اتهامه بالعمل في جهة أجنبية ، وصفه بـ “العميل ” مضيفاً : “عندي أدلة كتير أني ما عملتش أي حاجة مخالفة للقانون” ، مشيراً الى أنه بصدد رفع قضية على جامعة القاهرة  وعلى جابر نصار في خلال أسبوع  وانه فى انتظار أن يحكم القضاء الاداري في اسرع وقت و يعود للعما بكلية الهندسة مرة أخرى .
و كان شحاتة قد فوجئ منذ أسبوعين بإحالته للتحقيق من جديد، لإتهامه بالعمل لصالح جهة أجنبية “مايكروسوفت”، مشيرا إلى أنه ترك الشركة من 17/7/2012 قبل تعيينه بـ 4 شهور في الجامعة، لافتا إلى أنه مطالب بإعادة المرتب الذي تحصل عليه من الجامعة البالغ 65 ألف جنيه.
10352194_731089506971245_4798359744260453181_n 

10734089_731089100304619_8798159010418590741_n

الثلاثاء، 18 نوفمبر 2014

الحياة اللندنية قطر تعهدت لقمة الخليج بوقف حملتها الإعلامية ضد مصر



 (د ب أ)
أكدت صحيفة "الحياة" اللندنية اليوم الثلاثاء، أن القمة الخليجية التى استضافتها الرياض أمس الأول شهدت التزاما وتعهدا قطرياً جديداً أمام القادة لمواكبة مسيرة مجلس التعاون ووقف الحملات الإعلامية ضد مصر. وأشار مسئول خليجى رفيع للصحيفة إلى أن "الدوحة تعهدت رسميا أول من أمس بتعديل سياستها خلال شهر من الاجتماع، وأكدت (الدوحة) التزامها وقف الحملات الإعلامية ضد مصر". واستأنف السفير السعودى لدى الدوحة عبد الله العيفان أمس مهمته بعد نحو ثمانية شهور على استدعائه من قطر على خلفية الأزمة السياسية. ونقلت الصحيفة عن العيفان القول بعد عودته إلى الدوحة أمس، إن العلاقات الخليجية أثبتت أنها "علاقات أخوية ومصيرها مشترك، وقد ساهم الجميع فى عودة الروح إلى مجلس التعاون، بالاتفاق الذى تم أول من أمس فى الرياض"، مؤكدا أن للصحيفة أن "الخلافات طويت، وتم فتح صفحة جديدة، وستعود الأمور إلى سابق عهدها". موضوعات متعلقة.. السفير السعودى يعود إلى قطر بعد ساعات من قمة الرياض

العثور على نجل ضابط الأمن الوطنى المختطف




قال أحمد غطاطى خال نجل ضابط الأمن الوطنى السابق المختطف بالجيزة، إنهم عثروا على الطفل صباح اليوم بشكل مفاجئ بجوار إحدى الشركات فى أكتوبر ولم يصدر حتى الآن أى بيان رسمى عن وزارة الداخلية يؤكد ما أورده خال الطفل. وفى سياق متصل، كشف مصدر أمنى أن الأجهزة الأمنية تمكنت من تحديد مكان احتجاز الطفل المختطف، لافتا إلى أن مأمورية قامت بمداهمة المكان وعثرت على الطفل سالما، بينما فر المختطفون بعد أن شعروا بتضييق الخناق عليهم. وأضاف المصدر أن ضباط الإدارة العامة بمباحث الجيزة، برئاسة اللواء محمود فاروق مدير الإدارة و اللواء مجدى عبد العال نائب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة والعميد جرير مصطفى مدير المباحث الجنائية بمديرية أمن الجيزة، تمكنوا من تحديد هوية المختطفين وجارى ملاحقتهم لضبطهم.

ويدرس المستجدات مع "التجمع والغد".. حزب المؤتمر ينسحب رسميًا من قائمة كمال الجنزورى الانتخابية




أعلن الربان عمر المختار صميدة رئيس حزب المؤتمر، انسحاب الحزب رسميا من قائمة الدكتور كمال الجنزورى، لعدم الوضوح فى معرفة شركاء القائمة وانعدام الرؤية.
وأكد رئيس حزب المؤتمر فى بيان رسمى له اليوم، أننا نرى أن هذه القائمة لا تلبى طموحات الأحزاب، مع التقدير الكامل لجهود الدكتور كمال الجنزورى، وندرس المستجدات مع حزبى "التجمع والغد" ضمن تحالف واحد.

الشرطة تفرق مظاهرة لطالبات الإخوان بجامعة الأزهر بقنابل الغاز




فرقت إحدى مدرعات الشرطة منذ قليل، مظاهرة لطالبات الإخوان بمحيط كلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر.
وأطلقت القوات الغاز المسيل للدموع لتفريق الطالبات، حيث رفعن خلالها لافتات رابعة وطالبن بالإفراج عن الطالبات المحبوسات. 

هالة منير تكتب : والتهمة حيازة فكرة

هالة منير

إذا ما كان هناك اختباراً لقياس مدى تفاعل الناس مع الأخبار من حيث إمكانية أو نسبة تصديقهم لما يتم يتداوله من أخبار القبض على بعض الطلبة، فستجد بمجرد القراءة لعنوانين أي من تلك الأخبار أن هناك من صدَّق على الفور، وهناك من سَخَر، وهناك من لا يستبعد صحة متنه بمجرد التعرف على أقل قدر من المعلومات خصوصاً أنه قد حدث من قبل أنه تم القبض على من حاز مسطرة أو دبوس أو بالونة صفراء تحمل إشارة رابعة ..
فإذا قمت أنا بعرض الأخبار التالية عليك ( دون أن أخبرك إذا ما كان كلها حقيقي أو تم دس أحد الأخبار المفبركة بينها )، وطلبت منك إخباري بكيفية تفاعلك معها وما كان صداها على مسمعك :
1.تم القبض على أحد الطلاب بمحيط جامعة القاهرة وهو يستمع لأغنية “يسقط حكم العسكر ” ..
2.تم القبض على آخر يحرز رواية مزرعة الحيوان لجورج أورويل( أيوه اللي هي أخت رواية1984 اللي اتمسك بها واحد قبل كده) ..
3.تم القبض على آخر ومعه دبوس”طرحة حريمي” مكتوب عليه “انتصارك بكرة جاي” وهي أغنية “حاصر حصارك” لحمزة نمرة ..
هتعمل إيه ؟!اختر إجابتك من الخيارات التالية:
1.ستصدق الأخبار الثلاثة كلها ولن تكتشف أيها ُمفبرك باعتبار إن أحدها ( وهو الخبر التاني) قد حدث بالفعل منذ أيام وهو القبض على أحد الطلاب وبحوزته رواية 1984 ؟!
2. ستقول “مش معقول” توصل للدرجة دي وإن هيافة البعض خلى الناس تصدق أي حاجة وكل حاجة؟! دبوووس؟! هيقبضوا على واحد معاه دبوس ليه يعني ؟! وستنسى قصة دبابيس رابعة أو ستتناساها !!
3.سيدخل عليك خبر الدبوس باعتبار إن هناك من تم القبض عليهم قبل ذلك بدبابيس وبلالين، لكن لا يمكن يقبضوا على واحد بيسمع أغنية، حتى لو كان الكوبليه الأساسي فيها “يسقط يسقط حكم العسكر” ؟!
عزيزي .. وبعد تفكيرك، في أي من الخيارات السابقة سيكون توجهك لتقبل الأخبار الثلاثة ؟؟.. أحب أن أفاجأك بإن الخبر رقم 3 هو الخبر الصحيح، ونصه : (( ضبط طالب بحوزته “دبوس” حريمي مكتوب عليه “انتصارك بكرة جاي )) الآن يقومون بالقبض على من يحوز كتب روايات، ودبابيس منقوش عليها كلمات من أغاني تحث على الهمة والتحدي والقوة والتفاؤل !!

المثير إن الشرطة بإمكانها أن تشتبه في طالب ويتم القبض عليه ليتم تفتيشه والتحفظ عليه مع أحراز عبارة عن فلاشة ورواية وموبايل وكشكول، ولكنهم في نفس الوقت لا يقدرون على الإشتباه في الشخص الذي يزرع القنابل تحت أعمدة الكباري وفي صناديق الزبالة وتحت الشجر وتحت الكراسي التي يجلس عليها حرس الجامعات حول الجامعات !! ليت القنابل تأخذ شكل الكتب والدبابيس والبالونات لعلها تكون أسهل في الكشف والإشتباه في حامليها !

قد تستطيعون إبداء قدراً أكبر من الإهتمام بالطلاب وبمستقبلهم وخوفاً أكثر على حياتهم ليس فقط من خلال ردعهم عن الانتماء أو الانخراط أو الانضمام لجماعات محظورة مخربة إرهابية، وإنما من خلال الإبقاء عليهم أحياء في رحلتهم إلى المدرسة ذهاباً وإياباً، دون أن يتفحم العشرات منهم في الأتوبيسات ودون أن تدهسهم السيارات ودون أن يسقطوا من أبواب الباصات .. انتبهوا وأنتم تحاربون الإرهاب فإنكم تبذرون بذوره وتغرسون جذوره قمعاً وتضييقاً ومصادرة للحريات ..

هناك من استنكر ويستنكر على كل من صدَّق خبر القبض على طالب بحيازته رواية 1984 !! ما قولك الآن في خبر القبض على صاحب دبوس أغنية ” حاصر حصارك” ؟! هل ترى أنه من السطحية والتفاهة تصديق تلك الأخبارات باعتبارها فبركات بالرغم أنها واضحة كعين الشمس فلماذا الاستنكار إذاً ؟! أَلَم يتم القبض على طلبة تحوز مساطر ودبابيس وبالونات صفراء عليها إشارة رابعة ؟! أَلَمْ يتم القبض على طلبة بتهمة الانتماء للاشتراكيين الثوريين أو أفراد بحيازتهم لافتات معارضة للحكم ؟! ألم يتم الحكم بإعدام أفراد اتضح فيما بعد أنهم أصلاً في عداد الأموات ؟! أَلَم يتم الحكم على أشخاص بتهمة الإنتماء لجماعة الإخوان المسلمين اتضح أيضاً أنهم مسيحيون ؟!بالمناسبة هناك خبر أيضاً أفاد بأن أحد المتهمين في مذبحة كرداسة مخرج في قناة “التِتْ – رقص ومسخرة طول الوقت ” وأنه ليس له علاقة بالإخوان المسلمين ولا بالصلاة ولا بالصوم لا من قريبٍ أو من بعيد، وشارك في ثورة 30 يونيو، وفي بيته صورة كبيرة للرئيس عبد الفتاح السيسي !!
إنت إخوان يااااض ؟! إخوان إيه يا عم أنا مسيحي !!

كل شيء وارد اليوم، من يدري على من سيتم القبض عليه بعد ذلك، ربما سيخترع أحد طلاب الثانوي جهازاً لاكتشاف ما يدور برأس أحد طلاب الجامعات من فكرة حيازة رواية ما أو نية لشراء ذاك الدبوس أو رغبة في دندنة الأغنية تلك، قبل أن يجرؤ ويفعل فعلته الشنعاء، وستصبح الجريمة ومسمى التهمة حيازة نية أو فكرة أو إبداء رغبة في شيء ما !!

عمرو خليفة يكتب:الإمبراطور العاري

عمرو خليفة

أجمل شيء في هذا العصر وعُرسه الديمقراطي هو الحرية : وبصوتٍ عالٍ أقول “السيسي لا يمثلني”. في هذه اللحظة عزيزي القارئ البعض منا يصفق طرباً والبعض الآخر يضرب كفا على كف تعجباً ،ولكن هذا هو جمال المرحلة التاريخية اللتي تعيشها البلاد، لقد منح الرئيس الجميع دون إستنثناء حرية التعبير دون قيد عندما قال في خطابه الشهير بالأمم المتحدة إن “مصر الجديدة” تكفل حرية الرأي للجميع؛ وإحتراماً لتوجيهات رئيس جمهورية مصر العربية فإني سأنتهز هذه الفرصة الذهبية لأعبر عن رأى دون قيد.
فى طفولتى المبكرة، كان أقرب الكتب لذهني “الإمبراطور لا يرتدي ملابس” بقلم العبقري هانز كريستن أندرسن،رغم صغر سني في هذا الوقت، العاشرة تقريباً، فهمت مغزي القصة جيداً،الغريب في الأمر إن هناك رجال ونساء، منهم الصحفي، منهم السياسي، والبعض الأخر ينتمي إلي فصيل المحللين أؤكد لكم لم ولن يفهم مغزي القصة الكلاسيكية.
الحكاية وببساطة، تحكي عن إمبراطور عريض المنكبين يتجول في وسط الإمبراطورية بدون ملابس وكانت الحاشية الإمبراطورية دائمة التصفيق الحاد رغم عري الإمبراطور الواضح. ولكن في يوم ما اعترضت الموكب ضحكة عالية من طفل بريء أزال الستار عن نفاق الشعب والحاشية من المقام الأول.
سيدي الرئيس مصر في أشد حاجة إلى طفل يحمل مرآة الواقع الجميل ويعترض.
أعلم جيداً إن مسؤوليات حكم دولة بأهمية مصر وثقلها السياسى والجغرافى ليس بالأمر السهل أو اليسير ولكن الاحتمال قائم أن انشغال سيادتكم بمشروع قناة السويس العملاق قد يكون أخفى بعد الحقائق عن فخامتكم ولهذا أنصح بكوب من الشاي الساخن، وأنصح ألا يكون بالياسمين، حتى ترى بعض أوضاع البلاد بوضوح. لعل وعسي يكون الموضوع سوء فهم بسيط بين حاكم و محكوم- لكن في عصر الإيبولا وداعش كل شيء جايز يا ريس!
عندما تواجدت سيادتكم في نيويورك، منذ خمس أسابيع، تكلمت عن “مصر الجديدة”. ولكن من ينظر إلي مصر حالياً يكاد يجزم إن قصد سيادتكم كان حي مصر الجديدة وليس “مصر الوطن”.
منذ عودتك إلي أراضي الوطن تم اعتقال المئات من طُلاب مصر داخل الحرم الجامعى الذى كان مقدساً يوماً ما أو من بيوتهم عندما عاود زوار الفجر الظهور مرة أخرى. في نفس المرحلة تم توقيف نشر بحث مهم عن احتماليات تزوير انتخابات ٢٠١٢ في جريدة المصراليوم وسبق هذا أيضاً حجب أصوات قوية، بطريقة أو أخرى، أمثال بلال فضل، ريم ماجد وتهميش يسري فودة حتى قرر هو الرحيل. ربما مشاغل الكرسى كانت هى السبب الرئيسى فى أن تخلق غشاوة وسدّ منيع عندما يتطرق الأمر إلى حرية الرأي في وطن مثل وطننا الذى هو في أشد الحالة إلي الصدق في هذه المرحلة الحرجة. قد يكون انقطاع الكهرباء المتواصل قد أظلم رؤيتكم.
ولكن كيف تغفل عن عشرات الآلاف من المساجين والمعتقلين السياسيين؟ كيف لم يرق قلبك للمضربين عن الطعام منهم حتى شارفوا الموت رغم ما ألمسه منك من رهافة حس؟ أعتقد إن مثل هذا الرقم ومثل هذه الحالات الإنسانية لا يمكن تجاهلها. وقد تُصرح بعض القيادات الأمنية تصريحات من عينة ما قاله مساعد وزير الداخلية لممثل الاتحاد الأوروبي إنه لا يوجد معتقلين سياسيين فى مصر و لكننا نعلم حقيقة الأمور عندما تضم السجون آلاف من الإسلاميين وتضم، سبحان الله علي الصدف، العديد من الأصوات الشبابية التي ساعدت في تفجير أعظم ثورة منذ ١٩١٩. وليته سجن يحترم إنسانية المسجون ولكن هناك العديد من التقارير الحقوقية التي تتحدث عن سلخانات تعذيب تسابق في وحشيتها أحلك مشاهد فيلم الكرنك.
فلنترك السجون قليلاً. ما رأيك في قانون التظاهر؟ لا احتاج أن أذكرك بما صرحت به بأن “قانون التظاهر ينشق من القانون الغربي ولكن عندما نطالب بنفس حقوق المواطنيين الغربيين لا نجد إلا هرولات الأمن المركزى ترد بضربات مصرية بليغة. لا زالت صفعة أحكام الإتحادية – ثلاث سنوات ومثلهم تحت المراقبة- على قائمة الإهانات الحالية لأهداف ثورة يستميت النظام الحاكم في نسبها إلى حركة تمرد، التي تعرف في بعض الدوائر، “بثورة” ٣٠ يونيو. وتحت بند شر البلية ما يضحك يسجن الثوريين لمجرد الدفاع عن حق التظاهر, الذي يمثل المكسب الرئيسي لثورة ٢٥ يناير، نفس الثورة التى وقف اللواء الفنجري ليحي شهدائها ولكن من الواضح أن رمال الزمن أقوي من مجابهة الجيش للثورة و دماء الشهداء الذين كثر الكلام عن حقوقهم والثأر لهم ولتضحياتهم ولكن دون فعل .

لن استطيع أن أخفي عن سيادتكم أن المعسكر الثوري يرتاب أن هناك نية لإخفاء معالم الثورة الوحيدة في تاريخ مصر المعاصر التي رفعت من شأن كرامة المصري. ولكن مخاوفنا لا تقف عند هذا الحد يا فخامة الرئيس- لمن لا زالوا يؤمنون بهذه الرئاسة،أكيد، في هذه المرحلة من الحوار تتساءل لما كل هذا الغضب؟ المسألة وكل ما فيها، أو لكي أكون صادق معك ومع القارئ، أنك جئت للعرش، أقصد الرئاسة بوعد أنك ستعيد الأمن والأمان اليوم فقط، بعد الهجوم الإرهابي الخسيس في سيناء الأسبوع الماضي، كان هناك هجمتين بالقاهرة وثالثة علي طريق العريش، مصر، بالتأكيد، ليست الدولة الأولى التي تتعرض للإرهاب ولكن هناك دول تلتف حول راية الحرية والديمقراطية مثل بريطانيا العظمى في ٢٠٠٥ عندما قتل ٥٢ شخصاً وأصيب ٧٠٠،ولكن ها هنا نحن نحارب المواطن والحرية تحت راية الحرب على الإرهاب. أعلم جيدأ أن الكثيرون، منهم من يقطنون ناطحات سحاب سياسية في بلادنا ، ينظرون للأمريكان كقدوة في مثل هذه الأحداث ولكن أي دولة أجرمت في أبو غريب، غواتنامو، العراق وأفغانستان لا يجب أن يكون نمطها هو ما نحتذي به. للأسف من الواضح من الخطوات الأولى أن الطريق تحت أقدام الشعب غابة من الشوك النظامي: تهجير لأهالي سيناء مفرط في عدم إنسانيته، وصف أحد أهالي سيناء أن ما يحدث هو موت للمكان “في ساعات قليلة راحت رفح” و فى الفترة الراهنة عليك أن تراقب موتك ببطء. ”التعامل مع أهالي سيناء كأعداء للوطن لحين إثبات العكس مدمر علي مستويات عديدة يا سيدي الرئيس، وإن كان هناك بعض من ناصحيك ومستشاريك يدقون نقوس الحرب، فاسمح لى أن أكون متحدثا بأسم عن أهلنا في سيناء وغيرهم عندما أقول إننا لن نقتل الإرهاب بقتل كرامة وتدمير منازل مواطنين أبرياء. أنك تضرب بيد غليظة بالفعل ولكن من يبكي هو البريء ومن يضحك الأن هو من يحاول تنشيز اللحن المصري.
الأمر الذي لا يقل خطورة هو أن بعض الأقلام المشكوك في أمرها يلتفون جديا حول فكرة الصف الواحد لمحاربه الإرهاب بجانبك. من الوهلة الأولي الفكرة وطنية وعبقرية ولكن قراءة تفصيليه لبيان رؤساء التحرير تأتي بما لا تشتهيه عقول وأفواه وأقلام عاشقة للبلد وكارهة لتكميم الأفواه تحت مسميات مهرولة فكرياً . ليس غريب أن تلتف الحاشية حول الإمبراطور فهذه هي أنشودة التاريخ في بلاد مثل بلادنا ولكن المؤلم هو أن يؤكد رئيس البلاد علي هذا السيناريو لإسكات الأقلام المحترمة قائلاً أنه يشكر الصحفيين علي “تفهمهم…وأكثر تفهماً للمسؤلية.
المسؤولية أيها القائد الموقر تكمن في احترام عقل القاريء والمشاهد المواطن في مرحلة ربما هي من أهم مراحل تاريخ مصر حب الوطن، عسل يوجد بين طيات ورق زهرة المصارحة التى تجرح أحيانا عندما تظهر القبيح، و ليس في منع الحقائق من الوصول إلي شعب يحتاج بشدة إلي من يحترم ذهنه وقدرته علي التمييز والتفريق بين النقد البنّاء و وبين الحروف المدمرة التى تقسم الصفوف.
لم أكن من المفوضين لسيادتكم في تفويضكم الشهير يوم ٢٦ يوليو ٢٠١٣ ولا أندم علي هذا لأن دوري كمواطن غيور علي مسيرة البلاد يحتم حماية الحرية و الكرامة والإنسانية لكل المصريين وليس تبرير سجن، سحل وقتل كل صوت معارض للنظام.
ويبقي السؤل الرئيسي يا سيادة الرئيس: ما يخيف في طفل بريء يقول إن الإمبراطور عاري؟

محمد إبراهيم يكتب:الفاشية تقتل وطن

mohamed_ibrahim-266x4001

أخفت بعض الهالات السوداء تحت عيونها بكثير من مساحيق التجميل, لم تنم جيدا لمتابعتها المعتادة لبرامج التوك شو، كانت مُعبأة بأفكار المؤامرة الكونية على مصر، ومتأثرة بمحاولات اغتيال حلم الوطن،ومتأكدة أن الأجانب في غالبهم عملاء جنَّـدوا شباب التحرير حتى أصبحت الخيانة تجري منهم مجرى الدم.
كانت تجلس لتشرح للناس ما خفي عنهم من المؤامرة بطريقة العارف بالشيء،ثم تلعن الثورة والثوار،وتهتف لمصر من قلبها..
كانت وطنية، تُحب مصر بصدق،لكنها بالرغم من ذلك لاتجد غضاضة في قتل نصف المصريين ليعيش النصف الآخر بلا وجعٍ للقلب.
تلك السيدة أو مثلها عندما رأت رئيس تحرير جريدة لوموند ديبلوماتيك الفرنسية آلان جريش يجلس في مقهى بملامحه الأجنبية, شعرت بالريبة، واستدعت كل نظريات المؤامرة التي مُلئ رأسها بها على مر شهور،وارتابت أكثر لجلوس فتاتين مصريتين معه، وانفجرت الريبة في وجه الجميع عندما وجدتهم يتحدثون بالسياسة !
عندما تم توقيف الصحافي الأجنبي ومن معه، كانت تلك السيدة عائدة لبيتها سعيدة ومنتشية،تشعر أنها قدمت خدمة جليلة للوطن.
**
يقول آلان جريش تعليقا على توقيفه عن طريق الشرطة المصرية، أن تلك الأجواء تُذكره بفترة حكم صدام حسين في العراق وحافظ الأسد في سوريا.
لعل الجو العام كما قال، فأي مجتمع هذا الذي يتطوع فيه أحدهم للتبليغ عن أشخاص يجلسون في مكان عام يتجاذبون أطراف الحديث، وأي نظام يقبل أن يجعل ذلك سببا للقبض عليهم أو توقيفهم.
لكن جريش لايعرف مثلا أن شاب مصري استقل تاكسي في مكان قريب من مرور مظاهرات، فشك سائق التاكسي في الشاب لأن شعره طويل،فسلمه لأقرب كمين شرطة،وتم سجنه بناءً على ذلك لمدة شهور.
ولم يرى جريش تلك القفزة العملاقة التي قفزها آخر ليقبض على فتاة نحيلة الجسد كانت تنوي المشاركة في وقفة بمناسبة ذكرى الثورة, ليسلمها للشرطة التي اعتقلتها قبل أن تخرج بكفالة،وتعتزل العمل العام تماما وقد تكون تركت البلد أيضا !
بعض هؤلاء يفعلون ذلك لمصالح شخصية وفسادٍ حاولت الثورة التغلب عليه فعادوها, لكن الكثير منهم يُحبون الوطن ومُقتنعون بأنهم انتصروا عندما قضت تلك الفتاة الصغيرة ليلتها في السجن.
**
يقول ممدوح عدوان في كتابه حيونة الإنسان : ” إن من أبرز أساليب الإعداد للحرب الأهلية إقناع كل طرف أن الطرف الآخر أو الأطراف الأخرى خطر على الوطن أو الدين أو المُجتمع “.
ولو تابعنا خطاب النظام وإعلامييه سنجد أن كل مايفعله هو ذلك التخوين الرديء والمستمر لكل معارض للنظام الحاكم أو مُختلف معهم.
تجاوز ذلك كل معقول, تجاوز حتى ماوصفه جريش بحكم صدام وحافظ الأسد،فلم أعرف أن في زمن أيٍ منهما بلغت أم الشرطة أن ابنها ينتمي لحركة شبابية ثورية وضد السيسي ليتم القبض عليه لاحقا، ولا أعتقد أن في زمن أي منهما اتهم أب ابنه أنه يحصل على تمويل أجنبي بالرغم من معركتهما الصباحية كل يوم ليحصل على خمسة جنيهات زيادة على مصروفه.
**
قرأت في تقرير صحفي لم يتسنَّ لي التأكد من صحته لغياب الشفافية وحق تداول المعلومات, أن الأمن طلب من إدارة الفنادق أن تُبلغهم عن أي مواطن تركي أو قطري ينزل ضيفا على فندقهم،لا أعتقد أن مثل ذلك يحدث في الدولتين المذكورتين، فآلاف المصريين يعملون في قطر, ومئات منهم يذهبون بطريقة دورية لتركيا بهدف السياحة, لكن الوضع عندنا تجاوز جنون تحريز رواية 1984 مع طالب جامعي واتهامه لاحقا بتصوير الأمن – بالرغم من أن ذلك ليس تهمة – ثم الإفراج عنه بعدما تأكدوا أنه كان فقط يلتقط صورة لنفسه !
تجاوز الجنون الداخلي الذي جعل كل من تشكك فيه النظام أو عارضه عدوا للوطن، إلى جنون خارجي لندفع صراع الأنظمة الحاكمة بعضها البعض لصراع بين الشعوب، ولا يخفى على أحد هجوم النظام والإعلام على تلك الشعوب وأوطانها بدلا من مهاجمة النظام الحاكم فقط،يتذكرون جيدا كيف أشعلوا العداوة بين شعبي مصر والجزائر بسبب مباراة كرة، ويكررون ذلك بحفاوة.
لكن نهاية تلك الفاشية المستعرة والجنون المُسيطر لن تكون سعيدة لهؤلاء سيئي أوحسني النية الذين ينتهجونهما، ولن تكون سعيدة لأحد غيرهم ممن يعيشون على تراب هذا الوطن،والبدايات التعيسة أصبحت واضحة للعيان،فكل شيء في هذا الوطن أصبح مُهترئا وقابل للتفتيت أية لحظة..
لكن الخبر الحسن أنه يبدو أننا قد وصلنا أخيرا القاع،ولعلنا نعرف طريقا للصعود قبل أن نستقر فيه وقبل أن تقتل الفاشية ذلك الوطن.

حسام مؤنس يكتب : أهكذا نواجه الإرهاب

حسام-مؤنس1

تصاعد وتيرة الإرهاب مستمر، من سيناء التى يستشهد على أرضها بشكل متواصل جنود بالجيش والشرطة، مرورا باستمرار تفجيرات القنابل فى محافظات ومواقع مختلفة آخرها المترو، ووصولا للهجوم الأخير الذي لم يعلن حتى الآن من يقف ورائه على لنش بحري شمال سواحل دمياط.
وربما يتفق أو يختلف البعض حول مدى التهويل أو التهوين من الظاهرة، وإذا ما كان يراد إثارة المزيد من الفزع والتبرير لإجراءات وممارسات وتشريعات قمعية، أو إذا ما كان هناك فشل أو علي الأقل قصور في مواجهة الظاهرة سواء علي المستوي الأمني، أو باستراتيجيات وحلول أكثر شمولا وأكثر جذرية، بالربط بين ما هو أمني وما هو سياسي واجتماعي وثقافي وديني وغيره .. لكن المؤكد هنا دون خلاف أمرين بعيدا عن تلك التفاوتات في التقديرات والاجتهادات : الأول أن مصر تواجه مخاطر إرهاب وتطرف عنيف حقيقية (بعيدا عن التهويل أو التهوين) ، وأن القبض على طالب جامعى يحمل رواية وعلى هبة رؤوف عزت الأستاذة الجامعية وعلى آلان جريش لا علاقة له بمواجهة الإرهاب !!
ثلاث وقائع مفزعة على مدار أيام قليلة تؤكد أن هناك أخطاء كارثية جرت وتجرى نتيجة مناخ الفزع والتخويف الذى صار مسيطرا ، وكأنه لا سبيل لمواجهة الإرهاب إلا بقتل السياسة واسكات كل صوت مختلف وكل رأى آخر وتعميق الإجراءات الأمنية وتوسيع حالات الاشتباه لكل من يمارس نشاط عام لا قصره علي من يشتبه في ممارسته عنف ..
طالب جامعي قبض عليه، وقيل أن السبب هو حمله لرواية 1984 التي كتبها الإنجليزى جورج أورويل حول نظام ديكتاتوري مستبد قمعي، فذاعت شهرة الرواية بين آلاف الشباب الذين لم يسمعوا عنها من قبل، بإعتبارها صارت حرزا وسببا لإلقاء القبض ، الطالب تم إخلاء سبيله والداخلية أوضحت لاحقا أن السبب كان تصويره لجنود الشرطة والجيش مما أثار الشكوك بخصوصه.
هبة رؤوف عزت، الأستاذة الجامعية المحترمة، فوجئت بالقبض علي عدد من الشباب والطلاب أثناء تنظيمهم ليوم للتطوع في العمل الاجتماعي والنشاط العام ، فهرعت الي القسم الذى احتجزهم ليتم احتجازها معهم لعدة ساعات ، قبل تدارك الخطأ عقب التعرف عليها وإلغاء المحضر الذى تم تحريره.
آلان جريش، المفكر المرموق ورئيس تحرير جريدة لوموند دبلوماتيك، أثناء حواره علي أحد المقاهى مع رفاق له في الأوضاع السياسية والشأن العام ، يتم إلقاء القبض عليه واحتجازه بسبب بلاغ من سيدة تصادف وجودها علي نفس المقهى واستمعت لبعض ما قاله ومن معه !
صحيح أن الحالات الثلاثة المذكورة تمت معالجتها، ربما لأن أطرافها شخصيات عامة معروفة أو أثيرت حولها ضجة إعلامية ، لكن كم حالة أخرى لم نعرف عنها شيئا أو لم يعرف أصحابها ؟؟ وهل المشكلة فقط فى الإجراء أم في طبيعة المناخ الذى خلقته الحالة التى جرى تصديرها لهذا المجتمع بكل من فيه على مدار الشهور الماضية ، فصار مجتمعا رافضا للاستماع للرأى الآخر طاردا لكل عمل عام سياسى أو غيره ، متقبلا للإجراءات الأمنية وان كانت قمعية ومتصورا أن هذا ما قد يحميه ويبني دولته !!
ليس هكذا نواجه الإرهاب ، الذى لا نهون ابدا من خطره ، لكن لا نقبل أن يتحول إلى سبب استمراء التخويف والفزع من كل وأي اختلاف وتنوع وتعدد وتعبير عن رأى سلميا .. واجهوا الإرهاب حقا، من يمارس العنف ومن يستخدم القوة ومن يهدد أمن شعبه، ولا تستغلوا ذلك فى المصادرة والقمع والتخويف، لأن نهاية هذا المسار لا يمكن أن تكون في صالح أى أحد ولا فى صالح هذا الوطن بكل تأكيد .. مواجهة الإرهاب حقا تكون بأن نبني الوطن بشكل صحيح لا أن نتركه يفرض نفسه باعتباره النقطة الوحيدة على جدول أعمال هذا الوطن والشعب ، وأن نواجه جذوره لا فقط ظواهره .. فضلا عن أن يجري استخدامها في تمرير إجراءات وممارسات قمعية ليقبلها الرأى العام ويعتادها الوعي المجتمعي، فمجتمع خائف مرتعش لا يقبل إلا الصوت الواحد لن يقوى حقا على دحر الإرهاب ولا مواجهة التطرف، لكنه بعد وقت طال أم كثر سيتشكك كثيرا في استخدام مثل تلك الفزاعات.

عمرو خليفة يكتب موقعة دمياط دماء وأكاذيب

7
 
احمر البحر الأبيض المتوسط يوم الأربعاء ١٢ نوفمبر ٢٠١٤.
ما نعرفه أقل بكثير عن ما لا نعرفه. قال المتحدث العسكرى بأن هناك ثمانية أفراد من القوات البحرية المصرية مفقودين وخمسة مصابين، في معركه دارت مع “ارهابيون” علي ساحل المتوسط بجوار دمياط . مع مرور كل يوم المحللين و المواطنيين يتخبطون بين حقائق، البعض منها يناطح الخيال والبعض منها يعانق المنطق. لتجميع تفاصيل الحادث لابد أن يصبح القلم أداة جراحية لكي يُزيل الغموض عن بعض الحقائق لتصبح واضحة و مفهومة.
بدأ الأسبوع بإعلان أنصار بيت المقدس البيعة للولاية الإسلامية، المعرفون بداعش، وبعد هذا بقليل تم تغيير أسم الأنصار إلي ولاية سيناء.
مع شروق شمس يوم ١٢ نوفمبر بدأت تتوالي الأخبار عن موقعة بين ٤”قطع بحرية” ومركبه بحرية عند شواطيء دمياط. كالعادة، في البداية، جاءت أخبار متضاربة تتحدث عن عدد وفير من الضحايا بين صفوف المسلحين بينما لم يكن هناك تفاصيل عن أي جرحي أو قتلي في صفوف البحرية وإختفت من التفاصيل أي معلومات عن القبض علي أي شخص. مع سطوع شمس اليوم التالي، صرح المتحدث الرسمي للجيش بوجود 5 اصابات في صفوف البحرية وإختفاء ٨ أفراد من القوات وتدمير ٤ قطع بحرية مع القبض علي ٣٢ عنصر “إرهابي” وقتل ٤. ولكن من هم الإرهابيين؟ ما هي دوافعهم؟ من هي الجهة اللتي تجرؤ أن تهاجم زورق للبحرية؟ المختفيين هل هم بين عداد الأموات؟ هل غرقوا؟
لم يرد بيان الجيش علي كل هذه التساؤلات بل عكس الأمور و أضاف أسئلة أخرى جديدة.
التفاصيل كانت بمثابة نقطة في بحر من الظلام المعلوماتي. وكالة أنباء الشرق الأوسط، وكالة الأنباء الحكومية، قالت إن المواجهة تمت علي بعد ٧٠ كيلو من الشاطيء. رفع هذا بالطبع من إحتمالات أن تكون المعركة لها علاقة ما بالتهريب المنتشر في هذة المنطقة من البحر الأبيض ولكن وجود اسلحة ثقيلة مع المسلحين سرعان ما نفي هذه الفكرة.
ظلت سرعة الأحداث تتوالي في الثمانية وأربعين ساعة التالية واتجهت الأنظار لثوابت الإرهاب في الشأن المصري: ولاية سيناء و داعش.
أحد السيناريوهات المطروحة ثحدثت عن نداء للنجدة من قبل القطع البحرية، واشارت التقارير إلي وجود قطعة بحرية رابعة تراقب عن بعد. عند وصول اللنش فوجيء الطاقم بوابل من الرصاص من كل الإتجاهات.
طال القتال و أصيب الطرفين بالخسائر: ٥ مصابين و ٨ مفقودين من البحرية و ٤ قتلي و ٣٢ تم القبض عليهم من المسلحين. أشارت التقارير إن البعض منهم أجانب. قبل أن يتم تحطيم القارب البحري، نجح الطاقم في الاتصال بالميناء الذي بدوره أصدر أوامر بإنطلاق الطائرات ف ١٦ لمطاردة “الارهابيين”.
دق ناقوس الخطر! الجريدة الالكترونية Egypt Independent، النسخة الإنجليزية للمصري اليوم، “مصادر حربية : الإرهابيون خدعوا البحرية “. ولكن بمصر “الحقيقة” عملة ذات وجوه عديدة.
قال أقارب وأصدقاء بعض من المقبوض عليهم في حوار مع الجريدة الإلكترونية مصر العربية إن ذويهم ” صيادين علي باب الله “. اضافت سيدة من السيدات إن تم القبض علي زوجها و خالها وجدها. ” احنا بس عاوزين نعرف رجالتنا فين؟”. وفي مناقضة تامة لرواية الجيش، علقت سيدة أخري قائلة ” رجالتنا طلعوا البحر من ٩ أيام، هيقرروا يعملوا عمل إرهابي النهاردة؟؟”
ولكن من هم هؤلاء الإرهابيين؟ هنا تأخذ الحكاية مسار الخيال العلمي. بثت رسالة مسجلة لرجال ملثمين يعلنون مسؤليتهم عن الهجوم :” في حين تسمعون هذه الرسالة، لقد تم خطف مجموعة من البحرية.”
التسجيل لا يترك أدني شك لأهداف المجموعة التي سمت نفسها “شباب أرض الكنانة”: تبادل أسري.
في الوقت نفسه، كانت اعترافات القوات المسلحة بإختفاء ٨ من افرادها مما رفع إحتمالات أسر الجنود. ربما من الأخطر إستراتيجياً أن يكون الجنود قد تم إختطافهم بالفعل أو إستشهدوا. علي صعيد أخر، يعد الهجوم بمثابة خطوة نوعيه في إرتفاع وتيرة تمرد مسلح خارج حدود سيناء و في نفس الوقت نمط الهجوم البحري يمثل صدمة لمن صور إن النظام و الإستعداد القتالي لدي هذي المجموعات محدود.
وأخذت التراجيدية الشكسبيرية تحول أخر في اليوم التالي، حيث زاد الغموض بعد افصاح الجريدة اللبنانية المدن عن تفاصيل سيناريو أخر عن إنشقاق ظابط من البحرية ،يدعى أحمد عامر، عن صفوفها و الإنضمام إلي داعش. نجح أحمد، طبقاً للتقرير، في تهريب ٥ من أعوانه لمتن القارب البحري ٦ أكتوبر وعندما أصبحوا بعرض البحر هاجموا طاقم اللنش بالكامل.
جائت الصدمة حينما حاولت قاعدة العمليات الإتصال بالزورق البحري وجاء الرد “هذا ليس ٦ أكتوبر. هذا مركب الولاية الاسلامية”. أكدت الجريدة صحة المعلومات من خلال مصادر بحرية وأخري جهادية عبر مواقع الانترنت السرية التى لا يستطيع الدخول عليها أحد دون أن يزكي له جهادي معروف لدي الإرهابيين. عند سماع هذا الرد، اطلقت البحرية طائرات ف ١٦ ، بعد فشل زورق بحري أخر في التعامل مع ٦ أكتوبر نتيجةً لوجود عطل لوجيستي بمدافعه، حسب رواية الجريدة. وفي نفس الوقت ، أكدت المدن براءة الصيادين مثل مصر العربية من قبلها.
و حدثت المفاجأة اليوم ١٦ نوفمبر، عندما افرجت المخابرات المصرية عن ١٥ من الصيادين مع الوعد بالإفراج عن ١٧ اخرون غداً طبقاً لجريدة الوطن. وهنا يجب التساؤل أين ذهبت العناصر الأجنبية التي أكدت الرواية الأمنية وجودها؟ لماذا يتم التعامل مع المواطن المصري البسيط بدون إكتراث؟ من سيعوض هؤلاء الصيادين الأبرياء عن مراكبهم التي تمثل مصدرهم الوحيد لجلب قوتهم؟
البحث في كل خبايا الموقعة يزيد الشبهات وعلامات الإستفهام التى تحلق عالياً فوق كل سيناريو مطروح.
لا توجد رواية واحدة سليمة و بلا ثغرات من الألف إلي الياء و لهذا يقف القاريء و المحلل سويا حائرون باحثون عن الحقيقة. ما هو أكيد هو إنه بعد ٤٨ ساعة فقط من بيعه ولاية سيناء لداعش قامت مجموعة ارهابية بهجوم عالي التقنية علي البحريه المصرية. الهجوم يعد ضربة في مقتل لحكومة السيسي التى صعدت للحكم علي أجنحة وعود جلب الأمن والإستقرار. وللمرة الثانية في غضون ٤٨ ساعة تخالف الحقائق علي أرض الواقع الرواية الأمنية.
المرة الأولي كانت بعد نشر الفيديو الدامي المؤلم لولاية سيناء الذي ناقد فكرة تكبيل ولاية سيناء خسائر مهولة فقد أظهر الفيديو عدو منظم، مدرب وشرس بأعداد أضخم من الرواية الرسمية.
يأتي بعد هذا مباشرةً الإفراج عن الصيادين الأبرياء الذي بدوره ينفي سيناريو عناصر أجنبية نفذت مؤامرة ضد الوطن.
جزء لا يجزء من الكارثة هو الأنيميا المعلوماتية التي اصابت الأجهزة الأمنية.
في نهايه الأمر المصداقية في العلاقات مسقط رأسها الصراحه وعلي هذا الصعيد النظام فشل في تدعيم علاقته بالمواطن.
لن يزيل الشك إلا تسجيل مصور يرفع ستار الغموض عن هذا الهجوم الآثم.
بدون أدني شك هناك شوك في الوردة المصرية والمعركة ضد هؤلاء ستكون دامية وطويلة الأمد ولكن من سابع المستحيلات الإنتصار بدون مصراحة تامة للمواطن المصري بطبيعة وحقيقية كل خطوة في هذا الطريق الصخري.
بوضوح: علي من يرأس الشأن المصري إحترام عقلية المصريين. إن لم يحدث فستكون الخسارة الكبري فقدان الثقة في النظام و الكل يعلم من التاريخ القريب ما يحدث عندئذ.
__________________________________________________________
المقال الأصلي باللغة الانجليزية نشر فى Daily News Egypt بتاريخ ١٥ نوفمبر ٢٠١٤
نشر للكاتب مقالات سابقا فى الأهرام اونلاين ، مدى مصر، مفتاح ومنظمة التحرير وديلي نيوز أجيبت.

الاثنين، 17 نوفمبر 2014

اليوم السابع بالأسماء والمعلومات.. حماس قتلت جنودنا فى سيناء


ينفرد "اليوم السابع" فى عدد غد الثلاثاء، بتفاصيل تورط حركة حماس فى قتل جنود القوات المسلحة فى حادث كرم القواديس الإرهابى، وكواليس اجتماع خالد مشعل مع وزير داخلية حركة حماس السابق للتخطيط للعملية قبلها بعدة أيام، بالاشتراك مع عدد من العناصر الإرهابية المتطرفة.
وتقرأ فى عدد الثلاثاء، تشكيل الرئيس السيسى مجموعة وزارية لاستعادة مكانة مصر السياحية، وإعلانه إنشاء مدينة عالمية للتجارة فى خليج السويس.
وتقرأ فى "اليوم السابع" أيضا:
ـ بالأسماء والمعلومات.. حماس قتلت جنودنا فى سيناء.. خالد مشعل اجتمع مع فتحى حماد وزير داخلية الحركة السابق بمخيم النصيرات يوم 13 أكتوبر للتخطيط لعملية كرم القواديس.. فى 18 أكتوبر هربوا "أبومؤمن البغدادى" عبر الأنفاق والتقى حازم المنيعى القيادى بأنصار بيت المقدس لتنفيذ العملية التى قادها الزهار من غرفة العمليات.. الاجتماع شارك فيه ممتاز دغمش مسئول جيش الإسلام الفلسطينى.. وعبدالله الأشقر مسئول شورى المجاهدين.. وحسين الجهيثنى من تنظيم حماة الأقصى الجهادى
ـ عصام عبدالماجد يكشف فى قطر: اتفاق الجماعة الإسلامية مع الإخوان على تشكيل الحرس الثورى
ـ عصام عبدالماجد يكشف فى قطر: اتفاق الجماعة الإسلامية مع الإخوان على تشكيل الحرس الثورى
ـ شعبولا يتحدى داعش بأغنية أمير المجرمين وإإيييييه

ـ "السيسى" يشكل مجموعة وزارية لاستعادة مكانة مصر فى خريطة السياحة.. الرئيس يعلن إنشاء مدينة عالمية للتجارة فى خليج السويس.. ويؤكد: قانون الاستثمار سيقضى على البيروقراطية

ـ الداخلية: أى اعتداء على المنشآت فى 28 نوفمبر سيواجه بالذخيرة الحية.. "عبداللطيف": الخطة الأمنية جاهزة والوزارة ستشهد تصعيد قيادات بديلة لمن خرجوا على المعاش

ـ ضبط تكفيرى متهم باغتيال "السادات" وبحوزته مخططات لتنظيم إرهابى بمشاركة سلفيين.. نجاح الحملة فى القبض عليه فى أحد الشاليهات بالقرب من نفق الشهيد أحمد حمدى

بلاكبيري” تتعاون مع شركة “سامسونج

1049020141115725

تكشف شركة “بلاكبيري” عن تعاونها مع شركة “سامسونج” ، وذلك لتوفير أجهزة مؤمنة للموظفين، الذين يستخدمون الهواتف والكمبيوترات اللوحية في أعمالهم، وذلك خلال حدث خاص عقدته الأولى في سان فرانسيسكو.
وبموجب الاتفاقية الموقعة بين الشركتين، وسوف يتم دمج خدمات “بلاكبيري” للتشفير “BlackBerry Enterprise Service 12″، مع منصة إدارة أجهزة الأعمال “سامسونج Knox”.
و تتميز بدرجة تأمينها العالية “سامسونج Knox”، وستساعد منصة “بلاكبيري” في إضافة طبقة أخرى من الحماية على بيانات موظفي الشركات من البرمجيات الخبيثة والقرصنة.

تدشين حركة”الجامعة ملك الطلاب” في ذكرى الطالب العالمي

تنزيل (4)

قام عدد من طلاب كليه الآثار جامعة القاهرة اليوم خلال إحياء ذكرى يوم الطالب العالمي بمركز هشام مبارك للقانون بتدشين حركة طلابية جديدة تسمى ” الجامعة ملك الطلاب” للدفاع عن الطلاب الذين تم اعتقالهم من قبل قوات امن الجامعة.

داليا البحيري مصيرخيانة عصرية أصبح مجهولاً

تنزيل (5)

قالت الفنانة داليا البحيري إنها لا تعلم شيء عن مسلسل “خيانة عصرية” منذ توقفه من شهر مارس الماضي ، مؤكدة أن مصيره بالنسبة لها أصبح مجهول تماما ولا تعلم شيء عنه خاصة بعد تحديد موعد استكمال تصويره أكثر ممن مرة ولم يتم استكمال التصوير ويتم إلغاءه في آخر لحظة .
وأشارت البحيري في تصرح خاص لـ”الصباح العربي” إلي أنها تعكف هذه الأيام علي قراءة مجموعة من السيناريوهات الدرامية لرمضان المقبل ، مؤكدة أنها لم تستقر حتي الآن علي سيناريو بعينه.
يذكر أن مسلسل “خيانة عصرية “متوقف منذ شهر مارس الماضي بسبب وجود بعض المشاكل الإنتاجية للمسلسل وعلي الرغم من تحديد أكثر من موعد لاستكمال تصوير المسلسل إلا انه لم يتم استكمال تصوير و تدور أحداث المسلسل في إطار اجتماعي حول الخيانة، ولكن بمفهومها المعاصر، وهو من بطولة داليا البحيري ونضال الشافعي وصلاح عبد الله وبهاء ثروت، وتأليف فداء الشندويلي، وإخراج سميح النقاش

ريان العصر الجديد يظهر في السويس ويتوسع في منطقة القناة وسيناء



ريان العصر الجديد يظهر في السويس ويتوسع في منطقة القناة وسيناء
 بعد جمع الملايين من المواطنين يهرب ويترك شركائه ليمصوا دماء المصريين
 القبائل البدوية تعلن الحرب على «ريان» الإسماعيلية
 الضحايا يقطعون طريق الإسماعيلية القنطرة والجيش يتدخل قبل


حدوث كارثة

يبدو أن الشعب المصري على موعد مع ظاهرة جديدة من ظواهر غسيل الأموال والنصب على المواطنين، مستغلين في كل فترة الحالة المعيشية الضعيفة التى يعيشها أفراد الشعب المصري، الذي لا يتعلم في كل مرة من سابقتها، إلا بعد أن يجد نفسه قد تعرض إلى النصب والاحتيال من مجموعة أشخاص كان يثق كل الثقة بهم حتى أنه أمنهم على أموالة من أجل التربح السريع.
في منطقة القناة انتشرت بصورة كبيرة ظاهرة غسيل الأموال عن طريق تجارة السيارات والموتوسيكلات وأشياء أخرى، قام بها مجموعة من الخارجين عن القانون مستغلين عملية التربح السريع.
ففى عام 2011 بدأ شخص يدعى "مهند" نشاطه الإجرامي والنصب على المواطنين بمحافظة السويس، عندما أسس شركة "ماركت واتش ايجيبت" فى شارع فندق عرفات ببورتوفيق، فى مجال تداول العملات الأجنبيه، وأعلن عن نفسه وقدم عروضًا لاستثمار الأمول، تصل أرباحها إلى 65% من خلال عرض حصالتك، الذى يستمر لمدة 4 شهور فقط عن طريق فتح حساب بقيمة 300 دولار، وبعد مرور شهرين من بداية التداول يمكنك استلام 200 دولار أرباح، وبعد الانتهاء من الأربعة أشهر يمكنك استرداد 300 دولار مضافًا إليها الأرباح المحققة خلال الأربعة أشهر، أو فتح حساب تجارى بقيمة 50% من ثمن السيارة مقابل
الحصول على السيارة، بعد 4 شهور، والتزم "مهند" فى بداية الأمر مع عملائه بصرف العائد والأرباح، حتى زاع صيته ومنحه عدد كبير من أهالى السويس مبالغ مالية تصل إلى 50 مليون جنيه، ثم هرب بالأموال للخارج، وحرر الأهالى محاضر بقيام مهند صاحب الشركة بالنصب عليهم، بعد أن جمع منهم مبالغ مالية كبيرة.
ولكن قبل أن يهرب "مهند" خارج البلاد أنشأ شركة بمنطقة الكيلو 14 بالإسماعيلية، وتركها لثلاثة من مساعدية لاستكمال نشاطه، وهم "مهدى عويضة وأبو طالب عويضه وعباس محى الشهير بعباس البياضى" والغريب أن مساعديه كانوا لا يملكون أى رأس مال، وبعد عملهم مع مهند أصبح لديهم ملايين، بعد أن زاع صيتهم فى توظيف الأموال، وسعى عدد كبير من المواطنين بالإسماعيلية والشرقية وبورسعيد وشمال سيناء لبيع كل ممتلاكاتهم ودفعها لشركاء "مهند" الهارب على أمل الحصول على عائد مادى كبير يُغيّر مصير حياتهم، دون الحصول على أى ضامن لدفعهم تلك المبالغ، فى الوقت الذى لم
يعلم هؤلاء المواطنين نصب مهند على آخرين فى السويس، قبل فتحه الشركة فى الإسماعيلية واستقطاب عملاء جدد من مدن الإسماعيلية وبورسعيد والشرقية، فى الوقت الذى لم تعد فيه الشركة مسجلة بالهيئة العامة للرقابة المالية، مخالفًا القانون رقم 146 لسنة 1988 والذى يحظر فى مادته الأولى على غير الشركات المقيدة فى ذلك السجل أن تتلقى أموالاً من الجمهور بأى عملة أو أى وسيلة وتحت أى مسمى لتوظيفها أو استثمارها أو المشاركة بها، سواء كان هذا الغرض صريحًا أو مستترًا.
وعندما علمت "الموجز" بـ"ريان" العصر الجديد نزلت إلى الإسماعيلية وشمال سيناء والشرقية لمعرفة حقيقة "مهند" وشركاة، وحاورت مجموعة من المواطنين الذين باعوا ممتلكاتهم من أجل التربح السريع عن طريق شركة مهند الذى يعطي أرباح تصل إلى 80%، وهذا شئ مستحيل.
وقال أحد المواطنين لـ"الموجز" يدعى محمد سالم حسن من شمال سيناء، إن قصة النصب والاحتيال بدأت من الإسماعيلية وتحديدا فى منطقه الكيلو 14 والقنطرة عن طريق شخص شهرته (مهند) ومعه شخصيات أخرى وهم مهدى عويضة وأبو طالب عويضة وعباس محى البياضى، عن طريق معارض سيارات مثل معرض سيارات النيل وغيره.
وأضاف محمد عارف الذى دخل فى الحوار مباشرة خلال حديث جاره محمد سالم حسن قائلا: (بدأ الموضوع مع المواطنين عن طريق دفع مبلغ 8 ألاف جنيه اللى هما ثمن موتوسيكل هتاخدهم بعد 70 يوم 15 ألف جنيه.. وبعد كده تدفع ألف جنيه على الـ 15 هتبقى 16 ألف وبعد 70 يوم هيزيد المبلغ ويكون 30 ألف جنيه وهكذا....)
وفى محافظة الإسماعيلية قال المواطنون: (الناس فرحانه وبتشغل الفلوس عن طريق نفس الاشخاص (شركاء مهند) لدرجه إن فى ناس باعت بيوتها وأراضيها وبتشغل الفلوس بنفس الطريقه.. وناس كتير فى القنطره والكيلو 14 تركوا أعمالهم وباعوا أملاكهم عشان يحطوا فلوس مع مهند)
وتحدث علي عبدالسلام من محافظة الشرقية قائلا: إن شركاء مهند أحدثوا خللا كبيرا فى سوق السيارات والدرجات البخارية، مشيرا إلى أن السيارة "الفيرنا" سعرها فى أى معرض 75 ألف جنيه ولكنها موجودة فى معارض (مهند) بـ50 ألف جنيه فقط، ولكن بشرط أن تترك الفلوس (سعر السيارة) لمده 3 شهور في خزينة شركة مهند ثم تحصل على السيارة بعد انتهاء الـ 3 شهور، مضيفا (الناس طمعت وأصبحت بتدفع فلوس فى عربيات أكبر وماركات أكبر.. والواضح أمام الناس إن هي تجارة سيارات ومتوسيكلات لكن فى الحقيقه هوغسيل أموال.. وعلى فكره الناس بتدفع من غير متاخد أى ورقه عليهم)
وخلال تواجد "الموجز" فى منطقة القناة خرجت شائعات تفيد بأن مباحث الأموال العامة تمكنت من القبض على مهدي عويضة الشريك الأكبر فى عصابة مهند.. وهمت الموجز لمعرفة الحقيقة، وقامت بالاتصال على العميد مروان محمد، مساعد مدير الإدارة العامة لمباحث الأموال العامة لمنطقتى القناة وسيناء، الذى أكد أن مباحث الأموال العامة بالإسماعيلية ألقت القبض على رجل الأعمال مهدي عويضة الشهير بـ"مهند"، يوم الأربعاء 22 أكتوبر 2014، والذي ذاع صيته في الآونة الأخيرة، ووضع شقيقه أبو طالب عويضة، على قوائم ترقب الوصول، لاتهامهما بتوظيف الأموال بالمخالفة
للقانون والحصول على مبالغ مالية من المواطنين وايهامهم باستثمارها مقابل أرباح محددة.
وأكد مساعد مدير الإدارة العامة أنه وردته عدة بلاغات من مواطنين مقيمين بمحافظات القناة يتهمون مهدى ع س ح، الشهير بمهند، (32 عاما - صاحب معرض سيارات مقيم بالقنطرة غرب) وشقيقه أبوطالب، بالحصول على مبلغ 7 ملايين جنيها لتوظيفها فى تجارة السيارات مقابل ربح شهري، وأكد المواطنون عدم حصولهم على أي أرباح رغم مرور الموعد المتفق عليه فيما بينهم، وتهرب مهند من سداد أصول المبالغ التى حصل عليها، فحرروا محاضر بالواقعة.
وشكلت مديرية أمن الإسماعيلية فريق بحث بالتنسيق مع مباحث الأموال العامة، وبإثبات التحريات تم تشكيل قوة أمنية داهمت محل إقامة آخر لرجل الأعمال الشهير بقرية النورس السياحية، وبسؤال "مهند" عن شقيقه، تبين أنه فى زيارة إلى تايلاند، فتم وضعه على قوائم ترقب الوصول، وتوالى النيابة الكلية التحقيق.
وبعد أن تحقق الأهالى من حقيقة القبض على "مهند" قام مجموعة من ضحايا أبوطالب ومهدى عويضه بالاستيلاء على السيارات من المعارض الخاصه بهم من الكيلو 14، وقد قام الضحايا برفع السيارات والاستحواز عليها ليضمنوا الحصول على أموالهم، وذلك بعد تأكدهم من تعرضهم لعملية نصب كبيرة.
المهم في القضية أن معظم ضحايا "مهند" من القبائل البدوية، وقد قامت القبائل بتهديد القبيلة التابع لها أولاد عويضه وطالبوهم بأن يأتوا بأموالهم وإلا سيكون هناك ردة فعل قوية من القبائل.
ما فعله مهند مع عملائه فى الإسماعيلية فعله فى السويس وهرب ولم يحصل الضحايا على أى أموال، وعدم منحة وصولات أو ضمانات موثقة لعملائه يؤكد نيته فى الهروب والنصب على عملائه، فى الوقت الذى لن يستطيعوا حفظ حقوقهم تجاهه لعدم امتلاكهم أى أوراق تثبت مستحقاتهم، ولو وصل بدون إمضاء من مجهول.
وتوصلت مجموعة من كبار القبائل البدوية في المنطقة إلى حل وسط، وهو أن تقوم عائلة عويضة بالجلوس مع الضحايا بحضور القبائل العربية، ويتم عمل ايصالات أمانه جديدة وصحيحة لأصحاب الأموال بدلا من الاتفاقيات القديمة التي كانت عبارة عن نصباية كبيرة من أبناء عائلة عويضة، ويتم سداد الفلوس على دفعات، وتلتزم عائله أولاد عويضة والسماسرة بسداد الأموال أمام شيوخ القبائل العربية حتى لا يحدث مالا يحمد عقباه.
الغريب في الأمر أن العصابة حاولت التقرب من الحكومة والدولة، وقامت بإعطاء الدولة رشاوي على مساعدات لمشروع قناة السويس، حيث قام الأخوين مهدي وأبو طالب بالتبرع بسيارتي نقل قلاب إلى المشروع القومي، والتقطوا الصور مع محافظ الإسماعيلية ومجموعة من المسؤولين الكبار.
وفى يوم الخميس الماضى قرر قاضي المعارضات بمحكمة بندر أول الإسماعيلية، تأجيل نظر أمر الحبس الاحتياطي للمتهم مهدي عويضة المعروف بـ"مهند" والمتهم بقضايا نصب وتوظيف أموال مخالفا للقانون لجلسة 13 نوفمبر الجاري لإحضار المتهم من محبسه بسجن جمصه العمومي وتكليف النيابة العامة لتنفيذ القرار بتهمة النصب وتوظيف أموال مخالفا للقانون، وأكدت التحريات قيام التشكيل العصابي بجمع مبالغ مالية طائلة من عدد كبير من المواطنين ناحية مركز ومدينة القنطرة شرق وغرب.
هذا ما جعل الضحايا المذنبين (الأهالي) القيام بقطع طريق (الإسماعيلية – القنطرة) بالحجارة وإطارات السيارات، بمساعدة القبائل البدوية التي سلمت جل أموالها للعصابة الهاربة، ما جعل القوات المسلحة تتدخل وتفتح الطريق مرة أخرى، وكادت أن تحدث مناوشات بين السائقين وقاطعي الطريق لولا تدخل الجيش.
وكان أبوطالب أعلن مؤخراً ترشحه لخوض انتخابات مجلس النواب عن دائرة القنطرة، فهو المؤسس لنشاط تجارة السيارات بأسعار أقل من السوق المصري، نظير الحصول على السيارة بعد فترة زمنية محددة، وهو ما يعرف بنظام البيع الآجل، ويشاركه في ذات النشاط شقيقه مهدي، ويرجع أبوطالب تلك الاتهامات إلى صراع سياسي نحو البرلمان.
نعم هي ذات قصة الريان وإخوته تتكرر تحت سمع وبصر الحكومة، ولكن بدلاً من التقاط صورة للشيخ الشعراوي وهو يفتتح محلات الريان، تم التقاط صورة لمحافظ الإسماعيلية وهو يجالس أحدهما الذي تبرع لمشروع قناة السويس الجديدة بسيارتي نقل قلاب، وقيل أن هناك شخصية نسائية هي التي مهدت للقاء المحافظ ورجل توظيف الأموال.
فلابد لنا أن نأخذ العبرة من درس الريان ومودعيه، فالريان قضى فترة عقوبته في السجن والمودعين قضوا ما تبقى من حياتهم في المستشفيات أو انتقل للقبور من مات كمدا، نحن لا نبحث عن مخرج لمن استغل ضعف البشر فمن أراد مقاضاته فباب مجمع المحاكم بالإسماعيلية مفتوح، لكن كما يقول الناس فحبل المحاكم طويل وقد تخرب بيوت وتضيع أسر كاملة في وقت الانتظار، أما عن كبار المودعين والذين تتجاوز إيداعاتهم المليون جنية، فإذا كان أبوطالب صادقاً ومودعيه موافقون على المغامرة، فنحن لا نعرف أنه فى مصر قانون ينظم عمل الشركات والشركاء المساهمين بوضوح وشفافية،
فأي التفاف حول القانون هو نفسه جريمة.

 

تعريب وتطوير: www.tempblogge.blogspot.com
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Facebook Themes custom blogger templates