Search Engine Submission - AddMe

الأربعاء، 3 ديسمبر 2014

خالد البلشي يكتب بعد براءة مبارك: إني أرى نهايتهم.. ملامح خطة العودة للميدان

خالد-البلشي 

1 – حديث المراقد
أرى مراقدهم في لحود فسادهم واستبدادهم وماضيهم الذي يعيدون انتاجه من جديد .. أرى نهايتهم مثلما رأى (قاضي مبارك) مرقده في لحده قبل أن يعلن براءة المخلوع الفاسد، ووزير داخليته السفاح حبيب العادلي.. اختار القاضي موقع لحده ومرقده.. ويبقى أن تختار الثورة إما الاستسلام لمرقد حفروه لها.. أو حفر قبور من أرادوا يوما دفنها ( ساعتها ربما لانحتاج لقضائهم ولا قضاتهم.. وربما لن نحتاج من يتحسسون مواقع مراقدهم قبل تبرئة من أصدر ملايين المصريين أحكامهم بإدانتهم .. ومن تجاهلوا يوما أولم ترى عقيدتهم ولا يقينهم، الأدلة التي اتلفت، ولا تسجيلات المتحف المصري التي محيت، ولا قضية موقعة الجمل التي قتلتها إجراءاتهم ، ولا شهادة 20 مليون مصري خرجوا للشوارع يوم 11 فبراير 2011 ضد فساد مبارك ونظامه وقتله وتقتيله في المواطنين.. تجاهلو كل ذلك ثم طبقوا عليه قوانينهم بحذافير المنتصر رغم إدراكهم التام أن القتلة هم من جمعوا الأدلة ورتبوها)..
2- عقيدة جديدة
التفاصيل كثيرة لكن يبدو أن عقيدة البعض تشكلت.. لتكمل لمن بقي منا محاولا صياغة ثورة مهذبة على طريقتهم – تحاكم جلاديها بقوانينهم- وعيا جديدا يدرك أن الحقوق في ثورات الشعوب لا تؤخذ في المحاكم .. وأن محاكم نظام قاتل وقوانينه لن تسجن إلا زهرة شبابنا.. ولن تقتل إلا الأمل في العدل داخل عموم الناس.
ربما يكون حكم تبرئة مبارك ورموز حكمه من قتل شهداء الثورة، خطوة البداية في دورة صعود جديدة للثورة المصرية التي خرجت بعد 4 سنوات بتعادل مع قوى الثورة المضادة، فوزين مقابل هزيمتين، وبقيت الجولة الحاسمة التي يجب ان تتخطى حدود الأحلام لقراءة الواقع وامتلاك أدوات تغييره كاملا، بل وإدراك المخاطر التي تتهدد الجميع.. تحمينا في خطواتنا القادمة تجربة محاولة هزيمة ثورة احتمت بقوانين من خرجت لخلعهم فكتبوا ملامح خسارة بعض جولاتها.. لكنها لازالت قادرة على استكمال مسيرتها بشرط أن تفرض وعيا جديدا وإدراكا جديدا وقدرة على انتزاع الحقوق ورسم ملامح البديل القادم وقوانينه.
استكمال جولتنا القادمة والتي بدأت منذ قرر نظام (السيسي – مبارك) إعادة انتاج ماضيه، يجب أن تكون مشفوعة بقراءة للواقع، وليس مبنية على مجرد حلم ثائرين بتغيير الواقع. فالاحلام ربما تسقط ديكتاتورا مرحليا (فعلناها مرتين) لكنها لا تحمي ثورة من السرقة .. إن قراءة واعية للواقع ستدرك أننا أمام نظام أسس لفشله القادم، بمحاولة استعادة ماض خرج الشعب عليه، فلم يجد ما يقدمه إلا امتصاص الغضب دون محاولة تجاوز أسبابه أو التعامل مع مكامنه..
واستكمال القراءة مشفوعة بتجربة الماضي، يؤكد ضرورة أن نصيغ ملامح بديل، ونرسم مسارات بناء مستقبل، لا نسمح فيه بأي محاولة لاحتواء حركتنا.. فالصدام القادم سيكون مع قلب النظام ومحاولة الامتصاص الثالثة بخلع الرأس مرة أخرى ربما تكون مقدمة لقمع أوسع وانهيار أكبر.
****
3- ثوار وعسكر
في كتابه “مصر مجتمع عسكري” الصادر عام ١٩٦٨؛ قدم دكتور أنور عبد الملك رؤية – فاتها الكثير- لما جرى عقب حركة الجيش في يوليو ١٩٥٢، وما تلاها من تأسيس لنظام بملامح ثورية، وهي رؤية وإن تجاوزت واقع من خرجوا وقتها.. إلا إن إعادة قراءتها ربما تساعد البعض في إدراك ما يحدث الآن، وإدراك أن التغيير المنشود في مصر لن يأتي على ظهر دبابة، أو بايدي جنرال مهما كان ما يحمله من أحلام بوطن مختلف على طريقة جمال عبد الناصر.. فما بالكم لو كان من يعلق البعض الآمال عليه حاليا هو تعبير عن مصالح نظام سابق كل همه استعادته.. وكل اختياراته منذ اللحظة الأولى، ترسم ملامح فاشية جديدة، لا تعرف حرية، وترى العدل في ترسيخ ما فات، وتكريس ملامحه بإصلاحات شكلية لا تملك حتى امكانيات تقديمها .
رسم أنور عبد الملك في تحليله للوضع وقتها جانب من ملامح ما يحدث في مصر الآن، مشيرا إلى أنها كانت على شفا إنهيار اجتماعي واسع بعد الحرب العالمية الثانية، وأن النظام القديم لم يكن قادرًا على استيعاب حدة الصراع الاجتماعي ولا على حل قضية الاستقلال الوطني عن بريطانيا؛ مما هدد باندلاع ثورة اجتماعية معادية للاستعمار والنظام القديم معًا، ومن هنا تدخل الجيش ـ باعتباره كيانًا محافظًا يهدف إلى الحفاظ على التماسك الاجتماعي والأمن العام ـ وقام بعزل الملك وحل الأحزاب وإجلاء الإنجليز، ثم عمد إلى تبني بعض أهم المطالب الاجتماعية الخاصة بالعمال وبالإصلاح الزراعي وإعادة توزيع الأراضي وتمصير الشركات.. حدث ذلك في مقابل تأميم المجال العام وسحق اليمين واليسار والاسلاميين على حدٍ سواء، وبذا أتم الجيش ما عجز كل من الملك والوفد عن تحقيقه؛ وهو توسيع التحالف الاجتماعي المستفيد من سياسات الدولة ومؤسساتها.
واعتبر دكتور أنور عبد الملك في كتابه أن تبني كيانًا محافظًا كالجيش إصلاحات وصفها “بالثورية” كان هدفه الحفاظ على علاقات السلطة كما هي والحيلولة دون انهيارها.
4- عسكر .. عسكر
تحليل عبد الملك وإن بدا في مجمله توصيفا لما حدث، لكنه تجاوز الكثير من النقاط التي يمكن لنا البناء عليها، فقد تجاهل عبد الملك أن من تحرك ومن أنجز الأهداف التي وصفها بالثورية لم يكن الجيش بقيادته العليا، لكن مجموعة من الضباط الصغار الغاضبين الحانقين، والقريبين بحكم رؤيتهم وانحيازاتهم الاجتماعية للقطاع الأوسع من الشعب فجاءت خطواتهم محاولة لتحقيق أحلام هذه القطاعات ، دون أن تمكنهم خلفيتهم العسكرية من تجاوز رؤى الجيش المحافظة لعلاقات السلطة، فصنعوا هذا المزيج الذي خلط بين مفاهيم الانقلابات والرؤى الثورية.. وربما لم يدرك دكتور أنور عبد الملك – كما أدركنا نحن بحكم تجربتنا الممتدة لأربع سنوات – المعنى الحقيقي بل ومدى خطورة أن يتحرك الجيش بقيادته التي انغمست في فساد النظام ومحسوبيته وعلاقاته الاستبدادية لاحتواء الغضب، دون قدرة على حتى رؤية حقيقة المطالب الثورية.. وبرؤية شائهة وفاسدة – كرسها انعزال التورط في تفاصيل نظام فاسد – ترى أن الحفاظ على التماسك الاجتماعي والأمن العام يأتي عبر تكريس المزيد من القهر وسلطوية الدولة وحمايتها بشعارات فاشية لا تتجاوز حدود كلماتها.
أقرأ أيضاً:

خالد البلشي يكتب: قراءة في حوار السيسي .. أنا الديكتاتور المنتظر

ربما أزمة أو حل ما جرى خلال الفترة من 2011 وحتى 2013 وما بعدها، وبالتحديد منذ دعا سامي عنان رئيس أركان مبارك قائده ووزير دفاع المخلوع حسين طنطاوي لتنفيذ انقلاب ناعم في محاولة لاحتواء حركة الشارع.. هي أن من تقدم المشهد كان القيادة العليا للجيش المتورطة في مصالح السلطة وعلاقاتها الفاسدة بالكامل ( اقتصاديا وسياسيا) والمنفصلة اجتماعيا عن أحوال غالبية من خرجوا للمطالبة بالتغيير.. ولذلك فإنها بتركيبتها وتورطها في مصالح الطبقة الحاكمة الفاسدة تحركت للحفاظ على الدولة القديمة كما هي بل وضمان مصالحها بالكامل.. وساهمت الأزمة الاقتصادية في الحفاظ على هذه الأوضاع حيث يحتمي شركاء الأمس ببعضهم البعض، في مقابل جماهير تطلب عدلا هم غير قادرين على تحقيقه،
وربما لا يمتلكون إمكانيات تحقيقه في ظل تمسكهم بنفس المصالح القديمة وشعاراتها، فتقديم حلول للشارع يعني انهيار المنظومة التي خرجوا لحمايتها.. وهم خرجوا للمحافظة على مصالح أصغر طرف فيها بل وحمايته ايضا من حلم شاب صغير ولو بمساحة على قدر قدمه من العدل والحرية.. وهو ما بدا في كل تفاصيل الأعوام الأربعة الماضية وترسخ خلال العام الأخير فلم نر فاسدا ولو صغيرا يحاسب.. فتركة الفساد مشتركة والجميع متورطون لذقونهم فيها .. ولم نر قاتلا مهما تضاءل حجمه يتم القصاص منه خشية أن تمتد المشنقة لأعناقهم جميعا.
وهنا يتجلى الفارق واضحا بين خروج شباب ضباط يوليو بقيادة جمال عبد الناصر الذين حاولوا صياغة حلم ثوري هزموه هم قبل ان ينهزم بقهر واستبداد فرضوه على الجميع .. وخروج رأس الجيش بقيادة (طنطاوي – عنان – السيسي) للحفاظ على نظام مبارك واحتواء الغضب الشعبي.. وبالتالي فمحاولة الاحتواء في الحالتين (2011 – 2013 ) لم تحل الاشكالية الاجتماعية بل حافظت عليها وعلى مسببات الغضب، وربما يكون هنا أيضا مكمن الأمل.. فكل ما فعلته قيادات الجيش في محاولتي الاحتواء (2011 و2013 ) هو امتصاص موجات الغضب في المرتين لصالحها، دعمها في ذلك فشل النخبة السياسية في تقديم حلول .. وحداثة عمر قطاعات كبيرة من الثوار، وحداثة دخولهم للمجال السياسي مما حال بينهم وبين تقديم ملامح بديل قادم ومسارات للمستقبل يجوز البناء عليها.. لكن الجديد الآن أن التجربة ربما تكون أنضجت البعض منهم.
5- تكريس الغضب
وبالتالي فإن كل ما فعله تحرك قيادات الجيش في (2011 و2013) على السواء كان الانقلاب على حركة الجماهير، ووأد طموحاتها لدولة عدل وحرية ولو مؤقتا، لكن تكلس هذه القيادات ومحدودية قدرتها على المناورة، التي كرسها بعدها عن السياسة والتورط في جرائم النظام السابق وجرائم الأعوام الأربعة الأخيرة لم يمكنها من التعامل مع مسببات الغضب، بل زاد من تكريسها بإعادة خلق الدولة القديمة في صورة أشد قهرا وفسادا، وهو
ما يعني أننا في انتظار موجة ثالثة من الغضب ربما يكون الحكم الأخير على مبارك وأعوانه هو مقدمتها.. ولكن الخطر كل الخطر أن يبدأ الغاضبون الحركة دون أن نرسم سويا ملامح خطة للمستقبل.. خاصة وأن قوى الثورة المضادة بجناحيها الفاشيين لازالا هما المرشحين حتى الآن للسيطرة.. وربما نكون في المرة القادمة أمام تدخل اشد عنفا لأننا نتعامل مع القلب الصلب، لكن هذا لا يعني الصمت وانما يستوجب سرعة التعامل مع الواقع وبناء ملامح البديل وفي أقصر وقت، حتى لا يداهمنا الغضب مرة ثالثة دون ان نكون مستعدين له ببديلنا، أو حتى ملامحه ومسارات جريانه على الأقل.. فيتدخلون هم للمرة الثالثة عزلا واقصاء وسيطرة وحماية لمنظموتهم من الانهيار، بينما لا نرث إلا الحسرة وتراجع قدرتنا على المناورة من جديد..
الحقيقة أن حركتهم المرة القادمة للاحتواء ستكون أشد صعوبة وربما تصيب منظموتهم من الداخل بالعطب لكن رد فعلهم سيكون بحجم ما اصابهم.
علينا في الجولة القادمة ان نتمسك بأن خروجنا هو من أجل دولة للجميع إلا الظالمين والفسدة والطائفيين والمتحالفين معهم .. علينا ان ندرك ان حلم الثورة لن يتحقق دون استكمال مسارته وعلينا ان نعمل على تقليل الخسائر فلم يعد في نفوسنا مساحات جديدة للألم أو الفقد.. ولكن علينا أن ندرك أيضا أن أمامنا ثمنا لابد أن ندفعه.. وأن دفعه هذه المرة يجب ألا يذهب سدى وذلك باستعدادنا وبقدرتنا على اختيار حلفاء المستقبل.. وأن ننقي صفوفنا ممن سرقوا الحلم أو تواطؤا عليه يوما.. ولازالوا على الطرفين يصرون على بناء دولة أشد استبدادا وفاشية .
6- موجة جديدة
أؤكد أننا ربما نكون أمام موجة ثورية جديدة قريبة .. توقعتها عندما اختار النظام الحالي منذ لحظاته الأولى تدعيم التناقضات التي انتجت الثورة وليس تخفيفها.. وانحاز إلى إعادة انتاج ما فات بقوة بل وبسرعة مدعوما بشعارات الحرب ضد الإرهاب وبدعم شعبي واسع من المرهقين والمتعبين فرسخ لمزيد من القمع والانتهاكات، وطالت عصا نظامه كل من حاولوا يوما تغيير الوضع البائس الذي عشناه ورفل هو في نعمائه .. بينما لم يجد غير الفقراء ليحملهم ضريبة توجهاته واكتفى من الفاسدين الكبار بمحاولات الاستجداء ودعوات التبرع..
وقتها ظهر جليا أن اختيارته لابد ان ترتد عليه سريعا، وان اختيارته الأمنية ومن حملوا معه عبء إعادة بناء ما فات لابد أن يحصلوا على الثمن باستعادة قبضتهم وقمعهم التي انتجت الغضب السابق .. وهكذا فإن من خرجوا من أجل حريتهم لم يجدوا سوى قمعا جديدا.. ومن حلموا يوما بعدل ومحاسبة للفساد والفاسدين لم يجدوا إلا مزيدا من الفقر والقهر وحماية الفاسدين للمفسدين.. ومن طالبوا بأمن على حساب أحلامهم انتهت مطالباتهم بفشل وراء فشل وبعنف يسرق منهم يوميا حيوات جديدة سواء بيد إرهاب فشلوا في التصدي له أمنيا وسياسيا واجتماعيا.. أو بيد نظام حاول استعادة هيبته على حساب بعض من الحالمين ووجه رصاص بنادقه في الطريق الخطأ بقصد أو جهل أو محاولة لترسيخ سطوة مبنية على قمع ونهر دماء لم يتوقف.
أقرأ أيضاً:

خالد البلشي يكتب: مقال مستطرد عن الثورة المصرية.. ملامح الموجة الثالثة

7- خطة عمل
هكذا أصبحنا بقمعهم واستبدادهم وفشلهم وتحركاتهم الغبية على ابواب موجة جديدة ربما لن تطول مقدماتها.. لكننا – وأعيد التأكيد – لن نحسم جولتنا القادمة لصالحنا، إلا بقراءة واعية لواقعنا وامكانياتنا واختيار حلفائنا وتحديد مسارات واضحة لحركتنا وعدم استعجال النصر، وإذا كتب لنا يوما إدراكه فلا عودة دون انجاز مهمة اقتلاع النظام كاملا، دون انتظار لمحاكمات كتبت بقواعد ماض لا حل معه إلا محوه وتغيير كل قواعده..
علينا أن نشرع فورا لبناء تحالف لكل القوى الديمقراطية المؤمنة بالثورة، والحالمة بتحقيق أهدافها في الاحزاب، والحركات الثورية والاتحادات الطلابية، والنقابات العمالية المستقلة، ومنظمات المجتمع المدني التي يسعى النظام الحالي لتفكيكها وإضعافها.. وأن يعلن هذا التحالف فورا مقاطعته لكل أعمال السلطة الحالية ومحاولاتها لاستعادة دولتها القديمة، سواء من خلال انتخابات برلمانية ترسخ للنظام القديم عبر نظام انتخابي فصل لصالح الماضي وأباطرة فساده.. أو من خلال توسيع قاعدة القهر والفقر لتنال من الجميع.. وعليه أيضا إيصال رسالة للسلطة الحالية بأن محاربة الإرهاب لا تكون بتوسيع مساحات القمع، أو بحلول أمنية منفردة تفاقم الظاهرة، وتدعم الديكتاتورية وإنما بحلول شاملة اجتماعيا وسياسيا وبترسيخ قواعد الحرية بما يضمن إشراك المجتمع ودخوله كطرف في مواجهة الإرهاب وبناء مستقبله.
كما يجب على هذا التحالف أن يضع أجندة عمل قصيرة الأجل لانجازها خلال الشهور القادمة، يأتي على رأسها فضح ممارسات السلطة الحالية، وفضح زيف تحركاتها، وكشف الغطاء عنها داخليا وخارجيا، وإطلاق سراح المعتقلين، ووقف التعذيب والقتل الذي تمارسه السلطة بدم بارد ، وتحرير المجال العام بإلغاء قانون التظاهر، وتحرير المجتمع المدني والأحزاب بقوانين جديدة تتيح لها حرية الحركة.. وتخفيض الأعباء على الفئات المهمشة والفقيرة ورفع المعاناة عنها وانفاذ بنود الدستور الذي تم الاستفتاء عليه في مجال العدالة الاجتماعية، والبدء في إعادة محاسبة الفاسدين والقتلة عبر إجراءات عدالة انتقالية ناجزة تنتصر لأصحاب الحقوق.. وفتح جميع قضايا النظام السابق ومحاكمة رموزه ليس فقط على ما اقترفته أيديهم بحق الشهداء خلال السنوات الأربع الأخيرة، ولكن على ما اقترفوه من افقار وتعذيب وقتل للمواطنين خلال الثلاثين عاما السابقة للثورة..
8- في دايرة الرحلة
ربما تلزم الثورات لتكتمل عفية قوية ناضجة، ثورات مضادة لحسم رؤيتها واكمال اختياراتها والتخلي عن رومانسيتها.. وهم الآن في مرحلة صعود ثورتهم المضادة إلى حافة هاويتها أكملوا إعادة انتاج ماضيهم.. دون إدراك أن من خرجوا يوما لتغييره لازالوا على حواف ميادينهم ينتظرون إما عدل كامل وحرية على مقاس تضحياتهم أو إعادة انتاج ما فات بطريقتهم .. خاصة أن تحركاتهم الثورية ليست ببعيدة عليهم.
الرحلة الجديدة بدأت.. وعلى المسافر أن يتزود بزاد الثورة الواعية
بوابة يناير

0 التعليقات :

إرسال تعليق

 

تعريب وتطوير: www.tempblogge.blogspot.com
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Facebook Themes custom blogger templates