Search Engine Submission - AddMe

الأربعاء، 3 ديسمبر 2014

خالد البلشي يكتب بعد براءة مبارك: إني أرى نهايتهم.. ملامح خطة العودة للميدان

خالد-البلشي 

1 – حديث المراقد
أرى مراقدهم في لحود فسادهم واستبدادهم وماضيهم الذي يعيدون انتاجه من جديد .. أرى نهايتهم مثلما رأى (قاضي مبارك) مرقده في لحده قبل أن يعلن براءة المخلوع الفاسد، ووزير داخليته السفاح حبيب العادلي.. اختار القاضي موقع لحده ومرقده.. ويبقى أن تختار الثورة إما الاستسلام لمرقد حفروه لها.. أو حفر قبور من أرادوا يوما دفنها ( ساعتها ربما لانحتاج لقضائهم ولا قضاتهم.. وربما لن نحتاج من يتحسسون مواقع مراقدهم قبل تبرئة من أصدر ملايين المصريين أحكامهم بإدانتهم .. ومن تجاهلوا يوما أولم ترى عقيدتهم ولا يقينهم، الأدلة التي اتلفت، ولا تسجيلات المتحف المصري التي محيت، ولا قضية موقعة الجمل التي قتلتها إجراءاتهم ، ولا شهادة 20 مليون مصري خرجوا للشوارع يوم 11 فبراير 2011 ضد فساد مبارك ونظامه وقتله وتقتيله في المواطنين.. تجاهلو كل ذلك ثم طبقوا عليه قوانينهم بحذافير المنتصر رغم إدراكهم التام أن القتلة هم من جمعوا الأدلة ورتبوها)..
2- عقيدة جديدة
التفاصيل كثيرة لكن يبدو أن عقيدة البعض تشكلت.. لتكمل لمن بقي منا محاولا صياغة ثورة مهذبة على طريقتهم – تحاكم جلاديها بقوانينهم- وعيا جديدا يدرك أن الحقوق في ثورات الشعوب لا تؤخذ في المحاكم .. وأن محاكم نظام قاتل وقوانينه لن تسجن إلا زهرة شبابنا.. ولن تقتل إلا الأمل في العدل داخل عموم الناس.
ربما يكون حكم تبرئة مبارك ورموز حكمه من قتل شهداء الثورة، خطوة البداية في دورة صعود جديدة للثورة المصرية التي خرجت بعد 4 سنوات بتعادل مع قوى الثورة المضادة، فوزين مقابل هزيمتين، وبقيت الجولة الحاسمة التي يجب ان تتخطى حدود الأحلام لقراءة الواقع وامتلاك أدوات تغييره كاملا، بل وإدراك المخاطر التي تتهدد الجميع.. تحمينا في خطواتنا القادمة تجربة محاولة هزيمة ثورة احتمت بقوانين من خرجت لخلعهم فكتبوا ملامح خسارة بعض جولاتها.. لكنها لازالت قادرة على استكمال مسيرتها بشرط أن تفرض وعيا جديدا وإدراكا جديدا وقدرة على انتزاع الحقوق ورسم ملامح البديل القادم وقوانينه.
استكمال جولتنا القادمة والتي بدأت منذ قرر نظام (السيسي – مبارك) إعادة انتاج ماضيه، يجب أن تكون مشفوعة بقراءة للواقع، وليس مبنية على مجرد حلم ثائرين بتغيير الواقع. فالاحلام ربما تسقط ديكتاتورا مرحليا (فعلناها مرتين) لكنها لا تحمي ثورة من السرقة .. إن قراءة واعية للواقع ستدرك أننا أمام نظام أسس لفشله القادم، بمحاولة استعادة ماض خرج الشعب عليه، فلم يجد ما يقدمه إلا امتصاص الغضب دون محاولة تجاوز أسبابه أو التعامل مع مكامنه..
واستكمال القراءة مشفوعة بتجربة الماضي، يؤكد ضرورة أن نصيغ ملامح بديل، ونرسم مسارات بناء مستقبل، لا نسمح فيه بأي محاولة لاحتواء حركتنا.. فالصدام القادم سيكون مع قلب النظام ومحاولة الامتصاص الثالثة بخلع الرأس مرة أخرى ربما تكون مقدمة لقمع أوسع وانهيار أكبر.
****
3- ثوار وعسكر
في كتابه “مصر مجتمع عسكري” الصادر عام ١٩٦٨؛ قدم دكتور أنور عبد الملك رؤية – فاتها الكثير- لما جرى عقب حركة الجيش في يوليو ١٩٥٢، وما تلاها من تأسيس لنظام بملامح ثورية، وهي رؤية وإن تجاوزت واقع من خرجوا وقتها.. إلا إن إعادة قراءتها ربما تساعد البعض في إدراك ما يحدث الآن، وإدراك أن التغيير المنشود في مصر لن يأتي على ظهر دبابة، أو بايدي جنرال مهما كان ما يحمله من أحلام بوطن مختلف على طريقة جمال عبد الناصر.. فما بالكم لو كان من يعلق البعض الآمال عليه حاليا هو تعبير عن مصالح نظام سابق كل همه استعادته.. وكل اختياراته منذ اللحظة الأولى، ترسم ملامح فاشية جديدة، لا تعرف حرية، وترى العدل في ترسيخ ما فات، وتكريس ملامحه بإصلاحات شكلية لا تملك حتى امكانيات تقديمها .
رسم أنور عبد الملك في تحليله للوضع وقتها جانب من ملامح ما يحدث في مصر الآن، مشيرا إلى أنها كانت على شفا إنهيار اجتماعي واسع بعد الحرب العالمية الثانية، وأن النظام القديم لم يكن قادرًا على استيعاب حدة الصراع الاجتماعي ولا على حل قضية الاستقلال الوطني عن بريطانيا؛ مما هدد باندلاع ثورة اجتماعية معادية للاستعمار والنظام القديم معًا، ومن هنا تدخل الجيش ـ باعتباره كيانًا محافظًا يهدف إلى الحفاظ على التماسك الاجتماعي والأمن العام ـ وقام بعزل الملك وحل الأحزاب وإجلاء الإنجليز، ثم عمد إلى تبني بعض أهم المطالب الاجتماعية الخاصة بالعمال وبالإصلاح الزراعي وإعادة توزيع الأراضي وتمصير الشركات.. حدث ذلك في مقابل تأميم المجال العام وسحق اليمين واليسار والاسلاميين على حدٍ سواء، وبذا أتم الجيش ما عجز كل من الملك والوفد عن تحقيقه؛ وهو توسيع التحالف الاجتماعي المستفيد من سياسات الدولة ومؤسساتها.
واعتبر دكتور أنور عبد الملك في كتابه أن تبني كيانًا محافظًا كالجيش إصلاحات وصفها “بالثورية” كان هدفه الحفاظ على علاقات السلطة كما هي والحيلولة دون انهيارها.
4- عسكر .. عسكر
تحليل عبد الملك وإن بدا في مجمله توصيفا لما حدث، لكنه تجاوز الكثير من النقاط التي يمكن لنا البناء عليها، فقد تجاهل عبد الملك أن من تحرك ومن أنجز الأهداف التي وصفها بالثورية لم يكن الجيش بقيادته العليا، لكن مجموعة من الضباط الصغار الغاضبين الحانقين، والقريبين بحكم رؤيتهم وانحيازاتهم الاجتماعية للقطاع الأوسع من الشعب فجاءت خطواتهم محاولة لتحقيق أحلام هذه القطاعات ، دون أن تمكنهم خلفيتهم العسكرية من تجاوز رؤى الجيش المحافظة لعلاقات السلطة، فصنعوا هذا المزيج الذي خلط بين مفاهيم الانقلابات والرؤى الثورية.. وربما لم يدرك دكتور أنور عبد الملك – كما أدركنا نحن بحكم تجربتنا الممتدة لأربع سنوات – المعنى الحقيقي بل ومدى خطورة أن يتحرك الجيش بقيادته التي انغمست في فساد النظام ومحسوبيته وعلاقاته الاستبدادية لاحتواء الغضب، دون قدرة على حتى رؤية حقيقة المطالب الثورية.. وبرؤية شائهة وفاسدة – كرسها انعزال التورط في تفاصيل نظام فاسد – ترى أن الحفاظ على التماسك الاجتماعي والأمن العام يأتي عبر تكريس المزيد من القهر وسلطوية الدولة وحمايتها بشعارات فاشية لا تتجاوز حدود كلماتها.
أقرأ أيضاً:

خالد البلشي يكتب: قراءة في حوار السيسي .. أنا الديكتاتور المنتظر

ربما أزمة أو حل ما جرى خلال الفترة من 2011 وحتى 2013 وما بعدها، وبالتحديد منذ دعا سامي عنان رئيس أركان مبارك قائده ووزير دفاع المخلوع حسين طنطاوي لتنفيذ انقلاب ناعم في محاولة لاحتواء حركة الشارع.. هي أن من تقدم المشهد كان القيادة العليا للجيش المتورطة في مصالح السلطة وعلاقاتها الفاسدة بالكامل ( اقتصاديا وسياسيا) والمنفصلة اجتماعيا عن أحوال غالبية من خرجوا للمطالبة بالتغيير.. ولذلك فإنها بتركيبتها وتورطها في مصالح الطبقة الحاكمة الفاسدة تحركت للحفاظ على الدولة القديمة كما هي بل وضمان مصالحها بالكامل.. وساهمت الأزمة الاقتصادية في الحفاظ على هذه الأوضاع حيث يحتمي شركاء الأمس ببعضهم البعض، في مقابل جماهير تطلب عدلا هم غير قادرين على تحقيقه،
وربما لا يمتلكون إمكانيات تحقيقه في ظل تمسكهم بنفس المصالح القديمة وشعاراتها، فتقديم حلول للشارع يعني انهيار المنظومة التي خرجوا لحمايتها.. وهم خرجوا للمحافظة على مصالح أصغر طرف فيها بل وحمايته ايضا من حلم شاب صغير ولو بمساحة على قدر قدمه من العدل والحرية.. وهو ما بدا في كل تفاصيل الأعوام الأربعة الماضية وترسخ خلال العام الأخير فلم نر فاسدا ولو صغيرا يحاسب.. فتركة الفساد مشتركة والجميع متورطون لذقونهم فيها .. ولم نر قاتلا مهما تضاءل حجمه يتم القصاص منه خشية أن تمتد المشنقة لأعناقهم جميعا.
وهنا يتجلى الفارق واضحا بين خروج شباب ضباط يوليو بقيادة جمال عبد الناصر الذين حاولوا صياغة حلم ثوري هزموه هم قبل ان ينهزم بقهر واستبداد فرضوه على الجميع .. وخروج رأس الجيش بقيادة (طنطاوي – عنان – السيسي) للحفاظ على نظام مبارك واحتواء الغضب الشعبي.. وبالتالي فمحاولة الاحتواء في الحالتين (2011 – 2013 ) لم تحل الاشكالية الاجتماعية بل حافظت عليها وعلى مسببات الغضب، وربما يكون هنا أيضا مكمن الأمل.. فكل ما فعلته قيادات الجيش في محاولتي الاحتواء (2011 و2013 ) هو امتصاص موجات الغضب في المرتين لصالحها، دعمها في ذلك فشل النخبة السياسية في تقديم حلول .. وحداثة عمر قطاعات كبيرة من الثوار، وحداثة دخولهم للمجال السياسي مما حال بينهم وبين تقديم ملامح بديل قادم ومسارات للمستقبل يجوز البناء عليها.. لكن الجديد الآن أن التجربة ربما تكون أنضجت البعض منهم.
5- تكريس الغضب
وبالتالي فإن كل ما فعله تحرك قيادات الجيش في (2011 و2013) على السواء كان الانقلاب على حركة الجماهير، ووأد طموحاتها لدولة عدل وحرية ولو مؤقتا، لكن تكلس هذه القيادات ومحدودية قدرتها على المناورة، التي كرسها بعدها عن السياسة والتورط في جرائم النظام السابق وجرائم الأعوام الأربعة الأخيرة لم يمكنها من التعامل مع مسببات الغضب، بل زاد من تكريسها بإعادة خلق الدولة القديمة في صورة أشد قهرا وفسادا، وهو
ما يعني أننا في انتظار موجة ثالثة من الغضب ربما يكون الحكم الأخير على مبارك وأعوانه هو مقدمتها.. ولكن الخطر كل الخطر أن يبدأ الغاضبون الحركة دون أن نرسم سويا ملامح خطة للمستقبل.. خاصة وأن قوى الثورة المضادة بجناحيها الفاشيين لازالا هما المرشحين حتى الآن للسيطرة.. وربما نكون في المرة القادمة أمام تدخل اشد عنفا لأننا نتعامل مع القلب الصلب، لكن هذا لا يعني الصمت وانما يستوجب سرعة التعامل مع الواقع وبناء ملامح البديل وفي أقصر وقت، حتى لا يداهمنا الغضب مرة ثالثة دون ان نكون مستعدين له ببديلنا، أو حتى ملامحه ومسارات جريانه على الأقل.. فيتدخلون هم للمرة الثالثة عزلا واقصاء وسيطرة وحماية لمنظموتهم من الانهيار، بينما لا نرث إلا الحسرة وتراجع قدرتنا على المناورة من جديد..
الحقيقة أن حركتهم المرة القادمة للاحتواء ستكون أشد صعوبة وربما تصيب منظموتهم من الداخل بالعطب لكن رد فعلهم سيكون بحجم ما اصابهم.
علينا في الجولة القادمة ان نتمسك بأن خروجنا هو من أجل دولة للجميع إلا الظالمين والفسدة والطائفيين والمتحالفين معهم .. علينا ان ندرك ان حلم الثورة لن يتحقق دون استكمال مسارته وعلينا ان نعمل على تقليل الخسائر فلم يعد في نفوسنا مساحات جديدة للألم أو الفقد.. ولكن علينا أن ندرك أيضا أن أمامنا ثمنا لابد أن ندفعه.. وأن دفعه هذه المرة يجب ألا يذهب سدى وذلك باستعدادنا وبقدرتنا على اختيار حلفاء المستقبل.. وأن ننقي صفوفنا ممن سرقوا الحلم أو تواطؤا عليه يوما.. ولازالوا على الطرفين يصرون على بناء دولة أشد استبدادا وفاشية .
6- موجة جديدة
أؤكد أننا ربما نكون أمام موجة ثورية جديدة قريبة .. توقعتها عندما اختار النظام الحالي منذ لحظاته الأولى تدعيم التناقضات التي انتجت الثورة وليس تخفيفها.. وانحاز إلى إعادة انتاج ما فات بقوة بل وبسرعة مدعوما بشعارات الحرب ضد الإرهاب وبدعم شعبي واسع من المرهقين والمتعبين فرسخ لمزيد من القمع والانتهاكات، وطالت عصا نظامه كل من حاولوا يوما تغيير الوضع البائس الذي عشناه ورفل هو في نعمائه .. بينما لم يجد غير الفقراء ليحملهم ضريبة توجهاته واكتفى من الفاسدين الكبار بمحاولات الاستجداء ودعوات التبرع..
وقتها ظهر جليا أن اختيارته لابد ان ترتد عليه سريعا، وان اختيارته الأمنية ومن حملوا معه عبء إعادة بناء ما فات لابد أن يحصلوا على الثمن باستعادة قبضتهم وقمعهم التي انتجت الغضب السابق .. وهكذا فإن من خرجوا من أجل حريتهم لم يجدوا سوى قمعا جديدا.. ومن حلموا يوما بعدل ومحاسبة للفساد والفاسدين لم يجدوا إلا مزيدا من الفقر والقهر وحماية الفاسدين للمفسدين.. ومن طالبوا بأمن على حساب أحلامهم انتهت مطالباتهم بفشل وراء فشل وبعنف يسرق منهم يوميا حيوات جديدة سواء بيد إرهاب فشلوا في التصدي له أمنيا وسياسيا واجتماعيا.. أو بيد نظام حاول استعادة هيبته على حساب بعض من الحالمين ووجه رصاص بنادقه في الطريق الخطأ بقصد أو جهل أو محاولة لترسيخ سطوة مبنية على قمع ونهر دماء لم يتوقف.
أقرأ أيضاً:

خالد البلشي يكتب: مقال مستطرد عن الثورة المصرية.. ملامح الموجة الثالثة

7- خطة عمل
هكذا أصبحنا بقمعهم واستبدادهم وفشلهم وتحركاتهم الغبية على ابواب موجة جديدة ربما لن تطول مقدماتها.. لكننا – وأعيد التأكيد – لن نحسم جولتنا القادمة لصالحنا، إلا بقراءة واعية لواقعنا وامكانياتنا واختيار حلفائنا وتحديد مسارات واضحة لحركتنا وعدم استعجال النصر، وإذا كتب لنا يوما إدراكه فلا عودة دون انجاز مهمة اقتلاع النظام كاملا، دون انتظار لمحاكمات كتبت بقواعد ماض لا حل معه إلا محوه وتغيير كل قواعده..
علينا أن نشرع فورا لبناء تحالف لكل القوى الديمقراطية المؤمنة بالثورة، والحالمة بتحقيق أهدافها في الاحزاب، والحركات الثورية والاتحادات الطلابية، والنقابات العمالية المستقلة، ومنظمات المجتمع المدني التي يسعى النظام الحالي لتفكيكها وإضعافها.. وأن يعلن هذا التحالف فورا مقاطعته لكل أعمال السلطة الحالية ومحاولاتها لاستعادة دولتها القديمة، سواء من خلال انتخابات برلمانية ترسخ للنظام القديم عبر نظام انتخابي فصل لصالح الماضي وأباطرة فساده.. أو من خلال توسيع قاعدة القهر والفقر لتنال من الجميع.. وعليه أيضا إيصال رسالة للسلطة الحالية بأن محاربة الإرهاب لا تكون بتوسيع مساحات القمع، أو بحلول أمنية منفردة تفاقم الظاهرة، وتدعم الديكتاتورية وإنما بحلول شاملة اجتماعيا وسياسيا وبترسيخ قواعد الحرية بما يضمن إشراك المجتمع ودخوله كطرف في مواجهة الإرهاب وبناء مستقبله.
كما يجب على هذا التحالف أن يضع أجندة عمل قصيرة الأجل لانجازها خلال الشهور القادمة، يأتي على رأسها فضح ممارسات السلطة الحالية، وفضح زيف تحركاتها، وكشف الغطاء عنها داخليا وخارجيا، وإطلاق سراح المعتقلين، ووقف التعذيب والقتل الذي تمارسه السلطة بدم بارد ، وتحرير المجال العام بإلغاء قانون التظاهر، وتحرير المجتمع المدني والأحزاب بقوانين جديدة تتيح لها حرية الحركة.. وتخفيض الأعباء على الفئات المهمشة والفقيرة ورفع المعاناة عنها وانفاذ بنود الدستور الذي تم الاستفتاء عليه في مجال العدالة الاجتماعية، والبدء في إعادة محاسبة الفاسدين والقتلة عبر إجراءات عدالة انتقالية ناجزة تنتصر لأصحاب الحقوق.. وفتح جميع قضايا النظام السابق ومحاكمة رموزه ليس فقط على ما اقترفته أيديهم بحق الشهداء خلال السنوات الأربع الأخيرة، ولكن على ما اقترفوه من افقار وتعذيب وقتل للمواطنين خلال الثلاثين عاما السابقة للثورة..
8- في دايرة الرحلة
ربما تلزم الثورات لتكتمل عفية قوية ناضجة، ثورات مضادة لحسم رؤيتها واكمال اختياراتها والتخلي عن رومانسيتها.. وهم الآن في مرحلة صعود ثورتهم المضادة إلى حافة هاويتها أكملوا إعادة انتاج ماضيهم.. دون إدراك أن من خرجوا يوما لتغييره لازالوا على حواف ميادينهم ينتظرون إما عدل كامل وحرية على مقاس تضحياتهم أو إعادة انتاج ما فات بطريقتهم .. خاصة أن تحركاتهم الثورية ليست ببعيدة عليهم.
الرحلة الجديدة بدأت.. وعلى المسافر أن يتزود بزاد الثورة الواعية
بوابة يناير

عمرو خليفة يكتب:براءة مبارك و رقصة الأمل

عمرو خليفة

جاء يوم التاسع والعشرون من نوفمبر ملبد بغيوم ظلم؛ قرار قضائي بزوال كل الأحكام عن حسني مبارك. أحياناً تأتي الكوابيس و بها رتوش معطرة بالتفاؤل. هنا كانت المفاجأة، بعد فترة طويلة خالية من ثوار و نشطاء ٢٥ يناير فاض الكيل و زادت الأعداد في التحرير مرةً أخرى. كان الكل على علم بحجم المخاطرة في ظل الدولة البوليسية المهيمنة ، و لكن أخطأ النظام وتصور أن الشعب سيتغاضى عن العلقم وقد يكون هذا اليوم بمثابة خطوة صغيرة في الطريق إلى حياةٌ أكرم لمن يستحقوها. و بعد شهور أوعلى أسوأ الفروض، سنوات قليلة قد ننظر إلى هذا اليوم ك”إتحادية” السيسي.
منذ أن أمسك السيسي بلجام الجواد منذ شهور قليلة، تعاقبت القرارات الدكتاتورية ذات مضمون واحد؛ السيطرة التامة على زمام الأمور في مختلف أجواء الأمة. فقد جاء قبل قرار زوال الأحكام عن مبارك قرارات عدة، بدايةً من رفع الدعم عن سلع ضرورية ، مرورا بالحزام الأمني بسيناء الذي تضمن تهجير الآلاف من اخواتنا، ثم قانون التظاهر و قبضة حديدية في الإعلام، في الفن وخاصةً في السيطرة على المظاهرات فأظلمت السماء. لكن لا يتحرك نظام بدون أخطاء و لم يكن نظام السيسي معفي من هذا. فبصدور حكم القاضي الذي اعفي مبارك و نظامه من مسؤلية ثلاثون عاماً من الجرائم،فكانت الشعلة التي طل انتظارها .
في بداية المطاف كان بإمكانك فقط سماع أصوات التحرير الصاخبة و لكن بدون أي إشارة إلى عاصفة الغضب القادمة. كان ميدان التحرير خالي من المتظاهرين فقط أم شهيد ذات حنجرة مجلجلة و قلب ينبض بحزن قاتم يحرك غضب وشجاعة لا حدود لهما. وقفت هذه الأم المصرية تهتف ضد حكم العسكر، ضد مبارك، وأخيراً ضد السيسي. تصرخ وتقول: “مستنية الرصاصة، أنا أهه”. من الإحتمالات المرجحة إن مثل هذا المشهد البطولي أعطى قوة دفع لم تسبق لآلاف من المصريين الذين كان يغلي الدم بعروقهم و هم محتمون بمنازلهم. و توالت الساعات و توافد المتظاهرون على الميدان و كأن شيئاً لم يكن في الشهور الماضية.
عند غروب الشمس ارتفعت الأعداد إلى المئات و بعد قليل من الوقت إلتهم الشعب الميدان كعهده و اهتزت المدينة بصياح و هتاف المظلومين الوطنيين الغاضبين. زادت الشجاعة و لكن لأننا في عصر رجل لا يقبل إلا سماع صوت من إثنين؛ صوته أو صوت الرصاص ، زادت أعداد القوات الخاصة، البلطجية، الأمن المركزي، العصيان الخشبية، الخرطوش، الغاز و العربات المدرعة. فهذا واقع هذه البلاد و لم يكترث المتظاهرون و جاء الهجوم، بحجة التعامل مع “الجماعة الإرهابية”، و أردى قتيلين انضموا إلى من سبقوهم إلى جنة الشهيد و لكن مع المقاومة الباسلة لم يحضر زائر الفجر بل جاء ملاك الأمل. قالت الأقلية؛ نحن هنا، نحن غاضبون، قالوا شهدائنا وقودنا.
وكأنها نغمة حزن موحدة وإنطلق أحمد خير، مذيع أون تي في، قائلاً: “يراد لنا هذا السؤال الأبله من القاتل وكأننا لم نعرفه و لم نره، لم نكن بجوار هؤلاء الذين خرجوا هاتفين من أجل حرية لم نرها وكرامة إنسانية تنتهك حتي الآن و لا عدالة إجتماعية من أموالنا التي يتصالح فيها الفسدا مع فسدا اخريين.” من رأى أحمد و هو يتكلم، بكل تأكيد، زلزال من بلاغة وشجاعة مفرداته أي إن كان معسكره السياسي. القناه التي يعمل بها أحمد تمتاز بتقنية مهنية حكومية أكثر من الحكومة ذات نفسها على نقيض نظيرها الثوري قبيل ٣٠ يونيه. مغامرة أحمد بقول الحق دون دبلوماسية أو تجميل يرمز إلى غضبٍ ملموس في حجرات و حيطان دون أذن من صحفي معروف بمصداقيته و مهنيته في عصر يكاد لا يعلم كيفية إستهجاء الكلمتين. أهمية أحمد تكمن في تعبيره عن صوت شباب ثورة يحاربهم النظام بضراوة لا يوازيها إلا حربه على الإسلام السياسي. فلا يوجد أي صدف في خندق الثورة المضادة، الأصوات التقدمية الثورية تكبل في الصحافة، التليفزيون و الإذاعة. في نهاية الأمر لم يكن موقف أحمد خير يمثل موقف شجاع إنسانياً بل سهماً مثل الصاروخ يضيء الطريق إلى مرحلةً حتمية يعبر فيها الصوت المطالب بالتغيير عن كل ما هو ظالم، مهين، ومعرقل لمحرك ثورة ٢٥.
وكعادتها لعبت المرأة المصرية دورها ببراعة في الإنشودة الثورية. جاءت المقدامة عايدة سعودي، مذيعة راديو هيتس، لكي تعبر بحرارة، صدق و حكمة تفوق سنين عمرها الزمني. “الإحساس بالقهر و الإحساس بالجبن بسبب الحكم هو … عادي … أنا كمذيعة في إعلام الدولة … اني من حقي أحس بالألم و الوجع … حقي أحس بالحزن … من حقي أحس بالقهر من الناس ألي بتحتفل بالبراءة … بس من حقي أحس اني متضايقة انهم فرحانين في موت صحابنا و اخواتنا.” لم تقول عايدة شيء يهتز الكون له، لم تعلن عايدة الحرب ضد نظام قهري، لم تصرخ عايدة قائلة: “الشعب يريد إعدام مبارك.” ولكن عبرت عايدة بعقلانية و إتزان و حكمة عن مشاعر مئات الألاف من المصريون، إن لم يكن الملايين منهم.
قد لا تكون هذه بداية موجة جديدة من الثورة، قد تكون لحظة غضب إستطاع أن يمتصها نظام يستخدم خريطة الماضي لكي يخمد أحلام المستقبل. و لكن الطفل المتفائل بعبق الثورة يعتقد إن هذه السحابة أتت حاملة مطر الغضب الذي سيغسل تراب الدكتاتورية.
بوابة يناير

عشرات الصحفيون على سلم نقابة الصحفيين: الشعب يريد اسقاط النظام

سس 1

 منة شرف الدين
بدء قبل قليل عشرات الصحفيين وقفتهم الاحتجاجية على سلم نقابة الصحفيين ضد حكم براءة مبارك و العادلي من تهمة قتل المتظاهرين و ردد المتظاهرين هتافات “الشعب يريد اسقاط النظام” و “على في سور السجن و علي بكرة الثورة تشيل ما تخلي”
هذا و قد حضر عضو مجلس نقابة الصحفيين خالد البلشى الوقفة التى جاءت بدورها بناء على دعوة دشنتها جبهة الدفاع عن الصحفيين و الحريات التي يعتبر البلشى احد اهم مؤسيسيها علاوة على مئات الصحفيين
بوابة يناير

شيخ الأزهر : إعلان الجهاد لا يجوز إلا من ولي الأمر .. والخلافة ليست من مسائل الأصول

شيخ-الأزهر

قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر إن الجهاد في الإسلام لم يتم تشريعه إلا للدفاع عن النفسِ والدينِ والوطَنِ، وأن إعلان الجهاد ومباشرته لا يجوز أن يتولاه أحد إلا ولي الأمرِ، ولا يجوز لأفراد أو جماعات أن تتولى هذا الأمر بمفردها مهما كانت الأحوال والظروف، وإلا كانت النتيجة دخول المجتمعِ في مضطرب الفوضى وهدرِ الدماء وهتك الأعراضِ واستحلال الأموال، وهو ما نعانيه اليوم من جراء هذا الفهم الخاطئِ المغلوط لهذه الأحكام الشرعية.
وأضاف في كلمته في افتتاح مؤتمر الأزهر الذي يعقد بعنوان «الأزهر في مواجهة الإرهاب والتطرف»
: الاعتداء على النفسِ الإنسانية أيا كانت ديانتها أو اعتقادها أمر يحرمه الإسلام ويرفضه، وكيف وقد انفَتح الإسلام على أبناء الأديانِ الأخرى، ولدرجة الاختلاط بالزواجِ والعيشِ المشترك في بيت واحد، وتحت سقف واحد،وفي هذا إقرار من الإسلام بالعيشِ الواحد والتداخل الأسري، نحن نقول بالمواطَنة الكاملة، والعيشِ الواحد في الأوطانِ.
ولفت الطيب إلي أن الاعتداء أو التهجير القَسري أو التمييز هي أمور تتنافَى وصحيح الدينِ، وإجماع المسلمين.
وأشار إلي الفهم الخاطئ لموضوع الخلافة، أو الإمامة عند المسلمين، قائلا إن “من المقرر عند علماء أصول الدين أن الإمامة من مسائل الفروع وليست من مسائل الأصول، في الدين عند أهل السنة والجماعة”.
وطالب الإمام الأكبر بوحدة الأمة العربية والإسلامية على غرار الاتحاد الأوروبي والاستفادة من عناصر التعاون الكثيرة بين دولها.
وكان الطيب افتتح صباح اليوم أعمال المؤتمر ومعه البابا تواضروس الثاني بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وذلك بمشاركة نحو 600 من علماء المسلمين من نحو 120 دولة ورؤساء الكنائس الشرقية، وممثلين عن بعض الطوائف الأخرى التي عانت من إجرام الجماعات الإرهابية، وبحضور مفتى الجمهورية الدكتور شوقى علام ورئيس ونواب جامعة الأزهر وقيادات الأزهر والأوقاف.
شارك في الجلسة الافتتاحية السيد عمرو موسى رئيس لجنة إعداد دستور 2014 وبعض المحافظين والأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور محى الدين عفيفي وسفراء بعض الدول الإسلامية والعربية بالقاهرة ورموز الإسلام والمسيحية في عدة دول وممثلون عن الفاتيكان.

بالصور|وصول خبراء مفرقعات لبحث زرع قنبلتين أسفل كوبرى الأزهر

M7

وصل قبل قليل خبراء المفرقعات لبحث وجود أجسام غريبة أسفل كوبرى الأولي يشتبه فى كونهما قنبلتين، الأولى فى مواجهة قسم شرطة الموسكى و الثانية فى مواجهة سنترال العتبة

 

تعريب وتطوير: www.tempblogge.blogspot.com
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Facebook Themes custom blogger templates